في المدينةالمنورة, تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي علي الحذيفي عن شكر النعم، وقال في خطبة الجمعة أمس إن ربكم جل وعلا يذكركم بنعمته العامة والخاصة لتشكروه، وأن الله عز وجل أخبرنا أن النعم كلها منه لنقوم بحقه تبارك تعالى في العبادة والشكر ونرغب إليه بالزيادة، فالحسنات تصيب الإنسان بفضل من الله ورحمته من جميع الوجوه، والسيئات بسبب الإنسان والله كتبها وقدرها، ولا يظلم الله عز وجل أحدا مثقال ذرة، مبينا أن الناس يعلمون كثيراً من النعم ويجهلون أكثر النعم فكم من نعمة ساقها الله إليك أيها الإنسان ومتعك بها وأنت لا تشعر بها وكم من شر ومصيبة دفعها الله عنك وأنت لا تشعر بها. وأضاف أن من لا يقدر أن يحصي النعم فهو يجهل أكثرها مشيراً إلى أن الله عز وجل منَّ علينا بالنعم لتسخر في طاعته وعبادته وعمارة الأرض وإصلاحها، فشكر النعم هو باجتماع أمور، بمحبة الله جل وعلا على نعمه والخضوع لله سبحانه على ما أنعم عليك مع تيقن القلب أن كل نعمة هي تفضل وإحسان على العبد من جميع الوجوه. وبين الشيخ الحذيفي أن الله يبتلي الإنسان بالخير والشر ليعلم الشاكرين والصابرين موضحاً أن الأمان نصفه شكر ونصفه صبر. وفوق مرتبة الشكر على النعم الشكر على المصائب والشرور وأهل هذه المنزلة أول من يدخل الجنة. وأشار إلى أن أعظم الشكر الإيمان برب العالمين فهو شكر نعمة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي أرسله بها رحمة للناس، ويأتي بعدها شكر كل نعمة بخصوصها إلى أصغر نعمة وليس في نعم الله صغير، موضحا أن أعظم كفر بالنعم الكفر بالقرآن والسنة، ولا ينفع شكر لأي نعمة مع الكفر بالإسلام. مبيناً أن الله وعد الشاكرين بدوام النعم وزيادتها وبركاتها، فالشاكرون هم الناجون من عقوبات الله في الدنيا وشرورها وكروبات الآخرة. وحث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين بالمداومة على الشكر والاستقامة، فمن وفى مع الله وفى الله له، محذراً من التقصير في الشكر أو تغيره إلى كفر بالنعمة فمن كان على دوام شكر بالنعم زاده الله، ومن دام على الاستقامة دامت له النعم والكرامة ومن تحول من المعاصي إلى ما يرضي الله تحول الله له مما يكرهه ويسوؤه إلى ما يحب.