وجهت مديرية الشؤون الصحية في جدة مساءلة شديد اللهجة لمستشفى العزيزية للولادة والأطفال، بعد مماطلته في الإفادة بتقرير مفصل عن احتمالات خطأ طبي تعرض له طفل في الخامسة فارق الحياة. وانتظرت المديرية التقرير أكثر من 90 يوما بلا طائل. وطلبت في خطابها (حصلت «عكاظ» على نسخة منه) من مدير المستشفى تقريرا عاجلا عن حالة الطفل مشعل عبدالله الشهري الذي توفي في 22 نوفمبر الماضي في ظروف تعتقد أسرته بأنها «غامضة» مرجحة وجود خطأ طبي وإصابته بعدوى فايروسية من طفل مريض في ذات المستشفى ما عجّل برحيله. وظلت المديرية تترقب تقرير العزيزية خلال أسبوع من خطابها الحاد المحرر في 11 مايو الحالي، غير أن مصادر أكدت أن المستشفى لم يبعث إفادته حتى لحظة إعداد هذا التقرير. وفي نفس الوقت شكلت الصحة لجنة تحقيق، طبقا للقواعد المعتمدة، للتحري حول الاتهامات التي ساقتها أسرة الطفل. جرعة بسيطة والدة الراحل مشعل روت ل «عكاظ» تفاصيل ما تعرض له ابنها وأوضحت أنها راجعت به مستشفى الولادة والأطفال في «المساعدية»، بعد تعرضه لحالة تشنج (له تاريخ مرضي سابق)، وتعتقد أن الطاقم الطبي المعالج لم يخضع طفلها الوحيد ذا الربيع الخامس للمعايير المهنية السليمة، ولم يقدم له الجرعة المناسبة لحالته، إذ أخضعت طبيبة مناوبة الطفل لجرعة قليلة لا تتناسب مع حالته تلك، إذ استمرت التشنجات أكثر من 90 دقيقة. وتضيف أم مشعل أنه بعد مرور ساعة ونصف، اكتشفت الطبيبة المناوبة أن الجرعة كانت أقل من المطلوب فزادتها إلى جرعة ثالثة ثم رابعة بعد أن طلبت هي ذلك حتى لا تتفاقم حالة ابنها. وترى أم مشعل أن الطاقم الطبي المناوب تراخى في علاج طفلها بدليل أنه قدم أربع جرعات في أوقات متفرقة مع أنه كان بالإمكان تقديم الجرعة الكاملة أول مرة، وتوضح أن الطفل نقل إلى قسم الإنعاش الرئوي، ونجا من الموت، غير أنه نقل إلى العناية المركزة في الثامنة صباحا، وفي اليوم التالي تبين من خلال الأشعة المقطعية تأثر دماغه وتضرره نتيجة التشنجات المستمرة في قسم الطوارئ، ثم تحسنت حالته بعد ثلاثة أيام. عدوى خنازير الأم اتهمت مستشفى الولادة بالمساعدية بالتسبب في وفاة ابنها الوحيد «تردت حالة مشعل بعد أن وضع طفل مريض بانفلونزا الخنازير قريبا منه، وانتقلت العدوى إليه، وساءت حالته حتى توفي بسبب تعطل أجهزته الحيوية ومنها التنفسية». وتضيف أنه لم يتم استدعاء استشاري الأمراض المعدية لمعاينة الحالة إلا بعد مرور عشرة أيام من العدوى، وبعد المعاينة أكد الاستشاري أن الطفل لم يكن بحاجة إلى المضادات الحيوية التي خضع لها في الفترة السابقة. وتؤكد أم مشعل أن حالته تأزمت كثيرا ما استدعى إطلاق نداءات إلى مستشفى الملك فهد في جدة نظرا لعدم وجود طبيب مسالك بولية في المساعدية، بيد أن الرد لم يأت إلا بعد 48 ساعة. وتطالب الأم بالتحقيق في كل الوقائع ومحاسبة من تعتقد أنهم تسببوا -إهمالا وتقصيرا- في رحيل ابنها!