... ماذا يعني أن يكون أحمد جنتي رئيسا لمجلس خبراء القيادة في إيران؟ التأمل في سيرة هذا الرجل البالغ من العمر تسعا وثمانين سنة يدرك أن في هذا التعيين ترتسم صورة إيران الملالي للمستقبل والرؤية التي يحملها الملالي إن للشأن الداخلي أو للشأن الخارجي في التعاطي مع باقي الدول القريب منها أوالبعيد. في الشأن الداخلي فأحمد جنتي هو قاضي محكمة الانقلاب التي شكلها الخميني بعد استلامه للسلطة والتي قضت بإعدام الكثير من المخالفين لحكم الخميني والمعارضين لسلب الثورة من قبل الملالي، فكان جنتي السيف الذي استعمله الخميني لقطع رقاب خصومه. وأحمد جنتي هو أيضا المشرف على الانتخابات الرئاسية عام 2009 الذي عَرف كيف يسقط الثورة الخضراء ويعتقل رموزها ويغتال ناشطيها فكانت الطعون تقرّ بين يديه، وفقا لرؤية صديقه المرشد الخامنئي، وهو ما دفع عددا كبيرا من الإيرانيين إلى اتهامه بأنه يستغل منصبه لتصفية خصومه السياسيين. في الشأن الخارجي، جنتي كان الداعم الأول لأحمدي نجاد والمنظّر لتيار المهدوية وقاعدة تصدير الثورة إلى خارج إيران لا بل هو صاحب المقولة الأولى بالدفاع عن أضرحة آل البيت وخوض الحروب الخارجية تحت هذا الشعار. جنتي رئيسا لمجلس خبراء القيادة في إيران، إنها العتبة الأولى التي يطؤها للوصول إلى كرسي المرشد، إنه إعلان غير مباشر من الحرس الثوري القابض على السلطة وعلى كل شيء في إيران من أن مرشحه لخلافة الخامنئي هو أحمد جنتي، إنها أيضا رسالة حازمة لحسن روحاني الرئيس المنتخب ولحكومته وللتيار الإصلاحي، إن صحت العبارة أن الكلمة الأولى والأخيرة في نظام الملالي هي للحرس الثوري. جنتي رئيسا لمجلس خبراء القيادة هي بمثابة الانقلاب الأبيض على كل الانتخابات بكل أنواعها التي جرت أخيرا في طهران، هي صرخة خامنئي التي تقول للإيرانيين: «كل أصواتكم كل انتخاباتكم لا قيمة لها». مجددا خامنئي وعبر جنتي يسرق صوت الإيرانيين، المرة الأولى كان الرد ثورة وهذه المرة تبدو الأمور صعبة وصعبة جدا على الشعب الإيراني.