شن مغردون حملة سحب ثقة ضد ما يسمون ب«هوامير تويتر»، عقب نشرهم مديحاً وتغريدات ثناء لأحد رجال الأعمال الذي تقدم للترشح في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية -في الرياض- القادمة، ويتهم كثير من المغردين الرجل بتوريط شباب سعوديين فيما يعرف بقضية «متضرري مان ديفان» الشهيرة والتي شهدت فصولاً كثيرة في أروقة المحاكم. القصة بدأت عندما أثار رجل أعمال، بإعلانه حملته الانتخابية للوصول إلى مجلس إدارة الغرفة التجارية بالعاصمة الرياض، الأمر الذي دفع مغردين للهجوم على الرجل وتذكير الرأي العام بالقضية التي لا تزال فصولها غير واضحة. وبعد هجمة المغردين على رجل الأعمال بساعات، انبرى مشاهير في «موقع التواصل» للتغريد دفاعاً بشكل غير مباشر عن رجل الأعمال، ما جعل موجة الغضب تتوسع لتشمل «المادحين»، ولم تمض إلا ساعات قليلة حتى قدم أغلبهم اعتذارات وحذفوا تغريداتهم، ويبدو أن الضغط الكبير الذي واجههم، سرع من عملية الاعتذار والحذف، وكانت الحجة ب «أنهم لم يعلموا عن قضية متضرري مان دي فان». فالداعية السعودي عائض القرني الذي غرد بالتزامن مع الانتقادات التي طالت رجل الأعمال عن أعمال أسرته الخيرية في بناء المساجد، في محاولة فسرها المتابعون ب «إنقاذ ما يمكن إنقاذه»، بيد أن الضغوط وردات الفعل الكبيرة ضد القرني، دفعت بالأخير لتقديم اعتذار عما ورد في تغريدته الأخيرة، أيضا حدثت حالات مشابهة للقرني، تضم إعلاميين ومشاهير «مواقع التواصل». تحويل المواقع من الدفاع إلى الهجوم أو ما يسبقها من منطقة، حرضت الكاتب خلف الحربي على السخرية، ليغرد : «في النهاية، طارت فلوس الإعلانات وأعيد فتح ملف القضية القديمة، لازم يغير مدير التسويق»، في إشارة إلى أن ما غرد به المشاهير في بادئ الأمر لا يتخطى إعلانا مدفوعا. ورأى طراد الأسمري في تغريدة له، إن الاعتذار وحذف تغريدات المشاهير عقب الهجمة الشرسة ليست حلا، «أنا ضد مسح تغريدات الدعاية الانتخابية وتقديم الاعتذارات، كان يكفي الإشارة إلى أن التغريدة إعلان مدفوع الثمن ولو ب «منشن وكفى». وأضاف : «رسالة الإعلام تأثيرها في الناس أقوى من «الإعلان»، وتمرير الإعلان على شكل مادة صحفية دون تمييز، تجرمه مواثيق الصحافة في العالم، لأنه غش وخداع، فالاعتذار المطلوب هنا هو عن عدم إشارتك إلى أن التغريدة إعلان وليس لأنك أعلنت، من حقك استثمار حسابك والإعلان لمن تشاء، ولكن بدون تضليل». وهاجمت الدكتورة فاطمة العتيبي ما ذهب إليه القرني قائلة : «لا أظن أحدا سبقنا في استثمار الدين في الدعاية والإعلان، شيخ يعلن وممثل يعلن ومخترع يعلن ومونولوجست يعلن، كل شيء حولنا أصبح قابل للبيع والشراء!». وسخر فهد البتيري من ما أسماه حملة الاعتذار الجماعي تحت وسم «متضرري مان دي فان»، فيما نشر معرف باسم «الشيخ طنف» رسالة تزعم أنها من رجل الأعمال، إذ طلب منه في بداية الحملة التي كان مؤثرا فيها إلى حذف تغريداته، وسط تهديد منه باللجوء إلى الوسائل القانونية، ويعزو مغردون إلى أن رسالة «طنف» التي أفرج عنها كانت شرارة الانتقادات المتعاقبة على رجل الأعمال، وسببا في استرجاع القضية القديمة والشهيرة أيضاً.