لن تنسى ذاكرة المصريين ماحدث خلال ثورة يناير من قبل جماعة الإخوان المسلمين الذين خطفوا ثورتهم وجعلوا منها مطية لتنفيذ رغباتهم الشيطانية المكبوتة عبر السنين للوصول إلى الحكم، بحياكة المؤامرات وإشاعة الفتن واستخدام التقية السياسية والمراوغة والعمل السري والاغتيالات والفوضى واستعداء الآخرين. ولا زالت القضية التي تحمل رقم (338) لسنة 2013م ماثلة أمام القضاء بعد أن استغل الإخوان الثورة وهاجموا السجون بالاتفاق مع حزب الله وحماس. فحطموا بوابة سجن (2) الصحراوي وأخرجوا 34 سجينا من الإخوان مستخدمين العنف وقتل حراس السجن وتفجير جدرانه. إضافة إلى التعدي على السيادة المصرية والتخابر مع دولة أجنبية للعمل ضد مصر، والإضرار بمركزها الحربي والسياسي والاقتصادي عن طريق تسريب مستندات تتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة المصرية، علاوة على ما أحدثوه بالداخل من فوضى وإرباك للمشهد الاجتماعي في فض اعتصام رابعة والنهضة وما مارسوه من كذب وتدليس ورؤى وأحلام وملائكة تحارب معهم وتبارك أفعالهم السوداء، وأنبياء تبشرهم بالنصر المبين. أطلقوا الإرهابيين والقتلة وأصحاب السوابق من سجونهم وصدروهم الاحتفالات والمجالس وتحالفوا مع أعداء مصر ضدها ومازالوا حتى اللحظة يمارسون شيطنتهم الإخوانية بزعزعة الأمن وقتل الأبرياء وزرع متفجرات حقدهم وغضبهم على ناصية الشوارع وعلى أرض سيناء متحالفين مع عصابات الإرهاب والإجرام والتي خرجت من رحمهم، لم يدعوا فرصة إلا واستغلوها ضد وطنهم عن طريق تحريض أعوانهم وأذرعهم العسكرية ودعوتهم للخروج والتجمعات والمظاهرات بحجج واهية لإشاعة الفوضى والتدمير مستغلين أي حراك لصالحهم وإشاعة الفوضى وإثارة الرعب وقتل الأنفس بدون حق، يجيدون إيذاء كل من وقف في طريق مشروعهم الإخواني ولعل ما أحدثوه في دول الخليج خير مثال على تأثيرهم القاتل على المشهد العام لدول كانت آمنة مستقرة. إن أي ممارسة إرهابية تستند في فعلها إلى قناعات فكرية أو عقائدية كما هو الحال مع الإخوان يكون لها امتداداتها التدميرية المؤثرة وتعتبر من أخطر أنواع الجرائم وأشدها. لذا فإن جماعات العنف والإرهاب خرجت كلها من تحت عباءة الإخوان المسلمين في حلقة واحدة مترابطة يربط بعضها بعضاً. فمن رحم الإخوان كانت جماعة الفنية العسكرية وجماعة قنص السلاح في الإسكندرية وجماعة الجهاد الصغرى عام 1979 وجماعة الجهاد الكبرى 1981 وتنظيم الجهاد الذي قتل الرئيس أنور السادات وجماعة التكفير والهجرة وتنظيم بيت المقدس والجماعة الإسلامية ثم القاعدة وداعش والنصرة وأنصار الشريعة، جماعات اتخذت من كتب سيد قطب مرشداً تسير على هديه وتعاليمه بتكفير الحكام والخروج عليهم وأن (لا حكم إلا لله) مقولة الخوارج لسيدنا علي وصولاً إلى الخلافة التي تداعب أحلامهم. لذا فإنه من المستحيل أن ينبري من يدافع عن هذه الجماعة أو يحاول تبييض صفحاتها السوداء أو تلميع صورتها القاتمة والتي تأسست في العام 1928م على مفاهيم العنف والقتل والإرهاب. ولا زالت حتى هذه اللحظة المسؤول الأول عن تطرف كل الجماعات الإسلامية بمرتكزاتها الفكرية والتي تحولت من أفكار على الورق إلى متفجرات قاتلة. فلا لوم على السلطات الأردنية عندما قامت بتشميع مقر الإخوان المسلمين بعد أن اعتبرت الجماعة نفسها أنها فوق القانون وأقوى من الدولة نفسها، وقبلها جرمت المملكة العربية السعودية هذه الجماعة على أساس إرهابي وفي السودان أحدث حكم الإخوان المجاعة وموت الأطفال وسوء التغذية والحروب الأهلية والقبلية وحولت السودانيين إلى لاجئين وكانت ثورة الإنقاذ الإخوانية شراً مستطيراً على السودان الآمن وأهله، وفي مصر عجز الإخوان عن الاحتفاظ بالحكم بعدما وصلوا إليه فخرجوا من الحكم وعادوا إلى المعتقل، بعد عام من الأحداث المؤلمة التي هي امتداد لما اقترفه الإخوان منذ النشأة والتكوين في حق مصر والمصريين مما أجبرهم وقد طفح بهم الكيل إلى الخروج طالبين الخلاص من جورهم وظلمهم وغباء تصرفاتهم وعبثهم في المشهد العام لمصر وما أحدثوه من فوضى في البلاد حتى أصبح شعار المرحلة آنذاك (امسك إخواني) صرخات يطلقها الشعب في محطات المترو والاتوبيسات والشوارع. لقد صدق الإخوان أنفسهم أنهم قادمون لحكم مصر عن طريق صناديق الاقتراع ولو أنهم صدقوا وهم دائماً كاذبون في ادعائهم هذا لما خرج الشعب المصري على قلب رجل واحد لخلعهم وإنهاء حكمهم بقرار شعبي لا رجعة فيه، البعض يتغابى عن الحقائق ليظهر الجماعة في موقف المجني عليها وأنها ضحية الأنظمة الحاكمة، ولم يذكروا ما أحدثوه في كل البلاد العربية التي أحسنت اليهم من مساوئ مخزية يندى لها الجبين بنشرهم الجريمة وتأسيسهم للإرهاب وتكفير الحكام والشعوب ومطالبتهم بالخروج عليهم وخلع طاعتهم وتغييرهم بالقوة واستبدالها بأنظمة شمولية اعتادوا عليها. ويكفي هذه الجماعة بشقيها الإخواني والسروري عاراً أنها محاضن تخرج الإرهابيين والقتلة.