هل ثمة ارتباط أكثر بين الأكاديميين في الجامعات والأندية الأدبية مفقود بينهم وبين جمعيات الثقافة والفنون؟.. يرى الباحث والأكاديمي في جامعة أم القرى الدكتور أنمار مطاوع، أن الارتباط الأكثر للأكاديميين مع الأندية الأدبية بحكم تواصل الجامعات والأندية أكثر نشاطا فيما بينهما، لوجود دراسات وأبحاث بين الطرفين، وكليات الآداب واللغة العربية التي تربط الطرفين، وأغلب أنشطة الأندية مركزة على الأكاديميين، أما جمعيات الثقافة والفنون فإن ارتباط الأكاديميين قليل بحكم أن الجمعيات عملها تطبيقي تنفيذي وليس نظريا فلسفيا بحثيا مثل الأندية الأدبية، ولا يمنع ذلك من تعاون الأكاديميين مع الجمعيات في إعداد الدراسات والأبحاث في الموروث أو تنظيم المحاضرات التي يلقيها الأكاديميون في الجمعيات، كما أن هناك شراكة بين كليات الفنون بالجامعات مع جمعيات الثقافة والفنون من خلال المعارض الفوتوغرافية والتشكيلية، ولذلك فإن هناك برامج مشتركة بين الطرفين، ويلخص الدكتور مطاوع ذلك بالقول: «ليس هناك عزوف من الأكاديميين لجمعيات الثقافة والفنون وإنما اعتبره خروجا عن مجال الأكاديمي، إن صح التعبير». من جانبه، اختصر الباحث الدكتور زيد بن علي الفضيل، ضعف الارتباط بين الأكاديميين وجمعيات الثقافة والفنون في أن الجمعيات أشبه ما تكون بشركة تضامنية مغلقة، ليس لها جمعية عمومية مثل الأندية الأدبية التي يتنافس أعضاؤها في دخول مجلس الإدارة، بعكس جمعيات الثقافة والفنون التي ليس لها جمعية عمومية وإنما لها رئيس مجلس إدارة وأعضاء يتم تعيينهم بموجب رغبة ذلك الرئيس، ولها مدير عام، ولها مديرو فروع في محافظات المملكة، ولذلك فإن تعيين أعضاء المجلس والمدير العام ومديري الفروع يكون من قبل رئيس مجلس الإدارة، أما الأندية الأدبية فإن لها جمعية عمومية تحدد خطط ومسارات النادي ويتم اختيار أعضاء مجلس الإدارة بالتصويت من أعضاء الجمعية العمومية وبالتصويت، كما أنها مستقلة عن وزارة الثقافة والإعلام ولكنها تعود للوزارة في حل الخلافات. ويرى مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة عمر الجاسر، أن النظرة الخاطئة وإن تكن دونية لعزوف الأكاديميين عن جمعيات الثقافة والفنون، مع ما تقدمه الجمعيات من أعمال ثقافية وفنية متنوعة لكل أفراد المجتمع، مبينا أن البعض لايعرف دور الجمعية «وهو ما بدأ فيه في جمعية الثقافة والفنون بجدة في التعريف بالجمعية في أوساط المجتمع من خلال الشراكات والإعلام وغيرها من الوسائل». وأوضح أن الجمعيات هي أساس للثقافة والفنون، وقد خرجت الأندية الأدبية من رحم الجمعيات عندما كانت الأندية لجانا أدبية في جمعيات الثقافة والفنون، مبينا أن بعض مجالس الأندية الأدبية تتعامل مع النادي وكأنه ملك خاص لها، والأمر الآخر أن النادي يغلق أبوابه أمام الشباب والمجتمع بحكم أنه مخصص للنخبة فوضعوا أنفسهم في إطار محدد وكأنهم في عزلة، ولذلك يتسابق عليه الأكاديميون، متسائلا: أين الأندية الأدبية من الشباب؟. وأضاف: «أتمنى بعد «رؤية 2030»أن تتغير النظرة الدونية لجمعيات الثقافة والفنون، وتكون كيانا رسميا يعترف به المجتمع وأولهم النخبة من الأكاديميين والمثقفين والباحثين».