لم يدر في خلد الدكتورة فوزية أبوخالد أن تكون أحد رواد قصيدة النثر في السعودية، فقد واجهتها موجة انتقادات لاذعة لنصوص نشرتها في حقبة الثمانينات التي هيمنت عليها الحداثة، وتسيدت قصيدة التفعيلة المنابر والصحف والمجلات الأدبية، لكن أبوخالد لم تلن أمام هذا الهجوم الشرس، بل شقت طريقها لتصبح من أهم الأسماء الشعرية في قصيدة النثر في السعودية. ولدت أبوخالد من أب نجدي متمسك بقيم البداوة الرصينة، وأم حجازية تعشق العلم والتعليم في العام 1956، وتشكلت شخصيتها بين أصالة البدوي، وانفتاح الحجازي، فكانا رافدين مهمين لشغفها بالقراءة والحرية والمضي إلى دهاليز الثقافة، حيث أصدرت أول دواوينها الشعرية بعنوان «إلى متى يختطفونك ليلة العرس» في العام 1975، ولم تتجاوز ال14 عاما، لتخطو أولى خطواتها نحو الشعر وحده. وشغفها بالكتابة في المرحلة الثانوية، قادها إلى العمل كمحررة في صحيفة «عكاظ»، وبعد أن أكملت تعليمها، مضت إلى استكمال دراستها الجامعية بالجامعة الأمريكية ببيروت، ولكنها توقف في حينها، ورحلت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لتلحق بكلية «لويس أند كلارك» ببورتلاند في ولاية أوريجون في العام 1981، ولم تنقطع أيضا علاقتها بالصحافة، فقد كتبت مقالات عديدة في صحف سعودية عدة منها «اليوم» و«اليمامة» و«الجزيرة». وبعد عودتها إلى الممكلة، عملت معيدة في قسم الدراسات الاجتماعية لكلية الآداب بجامعة الملك سعود في العام 1982، وأصدرت في العام ذاته كتابها «قراءة في السر للصمت العربي/ أشهد الوطن»، ولأنها معنية بقضايا المرأة قدمت رسالتها للماجستير بعنوان «البعد الاجتماعي لعمل المرأة الزراعي بمنطقة عسير»، لتحصد الماجستير من الجامعة ذاتها في العام 1984. وفي العام 1987، انتقلت للعمل في إدارة الجامعة بقسم الرواتب وشؤون الموظفين، وإدارة التطوير الأكاديمي حتى العام 1997، وفي تلكم الفترة قامت بإصدار كتب قصص للأطفال منها «طيارات الورق» و«طفلة تحب الأسئلة»، ودواوين شعرية منها «ماء السراب»، «مرثية الماء» و«شجن الجماد» و«تمرد عذري»، فقررت السفر إلى المملكة المتحدة لتحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة سالفورد بمانشستر بعنوان «المرأة والخطاب السياسي» في العام 2000، ثم تعود إلى طالباتها في قسم الدراسات الاجتماعية في كلية الآداب في العام 2001. وكانت الألفية هي ذروة نتاجها الفكري إذ أصدرت دراسة تحليلية للحركة الثقافية الحديثة بالسعودية بعنوان «سيرة ذاتية لتيار جماعي»، وقدمت أكثر من 25 بحثا علميا في مجلات علمية محكمة مختلفة، ومنحت جائزة وزارة الثقافة والإعلام السعودية في العام 2007 لريادتها الشعرية، وخصصت لها يوم تكريم إثنينية عبدالمقصود خوجة في العام 2008، كما أن التجمع الشعري للشباب واتحاد الكتاب العرب أقام لها حفلة تقديرية لجهودها الأدبية في العام 2010.