فيما اعتبره مراقبون سياسيون تحضيرا لمعركة الرقة ضد تنظيم «داعش»، طالب التحالف الدولي سكان المدينة عبر منشورات بمغادرتها تحسبا لعملية جوية محتملة. ويأتي هذا التطور بعد تصريحات للمتحدث باسم التحالف العقيد ستيف وارين قبل أيام قليلة عن أن «داعش» يعيش أياما معدودة، وأن حالة طوارئ تضرب معقله في الرقة شمال سورية. وألقى التحالف الدولي بقيادة واشنطن للمرة الأولى منشورات طلب خلالها من سكان مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش في سورية مغادرتها. وأوضحت حملة «الرقة تذبح بصمت» والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة، أنها «ليست المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات التحالف منشورات فوق الرقة، ولكنها المرة الأولى التي تتوجه فيها إلى السكان ويطلب منهم المغادرة». وجاء في المنشورات الموجهة إلى عناصر داعش «اقترب موعدكم واقتربت نهايتكم». وأكد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أنها «المرة الأولى التي ينصح فيها السكان بمغادرة المدينة»، مرجحا أن تكون جزءا من الحرب الإعلامية ضد التنظيم الإرهابي. لكنه تحدث عن «معلومات متداولة منذ فترة عن تحضير الأكراد لحملة ضد داعش في الرقة بدعم من التحالف، مستبعدا حصول الهجوم خلال وقت قريب «كون الرقة تحتاج إلى التخطيط لمعركة ضخمة وأعداد كبيرة من المقاتلين وحاضنة شعبية». ونشرت حملة «الرقة تذبح بصمت» على حسابها على موقعي «تويتر» و «فيسبوك» صورا للمنشور وهو عبارة عن رسم يظهر ثلاثة رجال وامرأة وطفل وهم يركضون ابتعادا عن لافتة كتب عليها «داعش - ولاية الرقة- نقطة تفتيش»، ومن خلفهم يظهر مبنى مدمر وحولهم جثث للجهاديين. وكتب على المنشور «حان الوقت الذي طالما انتظرتموه، آن الآوان لمغادرة الرقة». في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس إن بلاده اقترحت على الولاياتالمتحدة والتحالف الذي تقوده بدء شن ضربات جوية مشتركة في سورية اعتبارا من 25 مايو الجاري لاستهداف جبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي لا تلتزم وقف إطلاق النار. وتقترح روسيا أن تستهدف هذه الضربات قوافل الأسلحة التي تعبر إلى سورية من تركيا. وأضاف شويغو أن الاقتراح طرح بالتنسيق مع النظام السوري وجرت مناقشته مع خبراء عسكريين أمريكيين في عمان. وأعلن أن موسكو تحتفظ بحق قصف المسلحين الذين لا يلتزمون بوقف إطلاق النار في سورية من جانب واحد.