ألقى التحالف الدولي بقيادة واشنطن للمرة الأولى منشورات على مدينة الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا، وطلب من السكان مغادرتها، وفق ما أفادت حملة «الرقة تذبح بصمت» والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة، وهو ما يعطي مؤشرا على اعتزام التحالف تحريرها من قبضة التنظيم الإرهابي. وقال أبو محمد أحد مؤسسي حملة «الرقة تذبح بصمت»، لوكالة فرانس برس عبر الانترنت: «ليست المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات التحالف منشورات فوق الرقة، ولكنها المرة الأولى التي تتوجه فيها إلى السكان وتطلب منهم المغادرة»، وكانت المنشورات الأخرى، وفق أبو محمد، تتوجه إلى عناصر تنظيم داعش بالقول «اقترب موعدكم، واقتربت نهايتكم». وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أنها «المرة الأولى التي ينصح فيها السكان بمغادرة المدينة»، وتحدث عن «معلومات متداولة منذ فترة عن تحضير الأكراد لحملة ضد تنظيم داعش في الرقة بدعم من التحالف الدولي»، مستبعدا حصول الهجوم على الفور «كون الرقة تحتاج إلى التخطيط لمعركة ضخمة وأعداد كبيرة من المقاتلين وحاضنة شعبية». وبدأ الحديث جديا عن تحرير الرقة في 26 أبريل الماضي، بعد دخول رتل عسكري مؤلف من 13 عربة تابعة للميلشيات الكردية إلى مدينة تل أبيض التي تبعد 55 كم عن المدينة باتجاه الغرب وعن مدينة حلب 150 كم باتجاه الشرق، قادمة من مدينة رأس العين. وكتب في المنشورالذي قام التحالف بإلقائه على سكان الرقة: «حان الوقت الذي طالما انتظرتموه، آن الأوان لمغادرة الرقة». ونشرت حملة «الرقة تذبح بصمت» على حسابها على موقعي «تويتر» و«فيسبوك» صورا للمنشور وهو عبارة عن رسم يظهر ثلاثة رجال وامرأة وطفل وهم يركضون ابتعادا عن لافتة كتبت تخص داعش، ومن خلفهم يظهر مبنى مدمر وحولهم جثث للإرهابيين. وتنشط مجموعة «الرقة تذبح بصمت» سرا منذ ابريل 2014م في الرقة حيث تعمل على توثيق انتهاكات التنظيم الإرهابي، بعدما باتت المدينة محظورة على الصحفيين إثر عمليات خطف وذبح طالت عددا منهم. ورأى أبو محمد، وهو ناشط يقدم نفسه باسم مستعار، ويعمل سرا كما الناشطين الآخرين في الحملة، أن السبب خلف تلك المنشورات الجديدة يعود إلى «تواجد داعش بين المدنيين واتخاذهم كدرع بشرية»، مضيفا: «في السابق كانت لداعش مقرات واضحة. ومنذ بدء الحملة الجوية ضدهم، باتوا يلجأون إلى الاختباء بين المدنيين». ووثق المرصد السوري مقتل حوالى 408 مدنيين في قصف للتحالف الدولي منذ بدء غاراته الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا في سبتمبر2014م. إلى ذلك دعا وزير الدفاع الروسي «سيرغي شيوغو» واشنطن للعمل المشترك ضد من سماهم الإرهابيين في سوريا بدءا من الأربعاء المقبل، مؤكدا حق موسكو في استهداف الفصائل المسلحة التي لم تنضم للهدنة بعد هذا الموعد. ونقلت وكالة «سبوتنيك» أمس الجمعة، عن مصادر مطلعة في «قوات سوريا الديمقراطية» أن القوات ستبدأ حملتها العسكرية باتجاه الرقة خلال الساعات القادمة. وأوضحت المصادر أن طائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده الولاياتالمتحدة ألقت أول أمس الخميس منشورات على مدينة الرقة، طالبت فيها المدنيين بالخروج من المدينة. وأشارت المصادر، نقلا عن شخصيات مقربة من قيادة وحدات الحماية الكردية بمدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي الشرقي، إلى أن حملة عسكرية كبيرة باتجاه مدينة الرقة ستبدأ خلال الساعات القادمة. كما أكدت المصادر أن «قوات سوريا الديمقراطية» بدأت مؤخرا بحشد قواتها في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، تحضيراً للحملة القادمة، التي ستكون بدعم مباشر من طيران «التحالف الدولي». إلى ذلك تحدثت المصادرنفسها عن لقاء جمع خلال الأيام الماضية رئيس الاتحاد الديمقراطي (الكردي) صالح مسلم، بوفد عسكري من «التحالف الدولي» في قرية خراب عشق جنوب شرق عين العرب للتحضير لمعركة ضد تنظيم «داعش» في محافظة الرقة.