وضعت هيئة المساحة الجيولوجية خطة لتنفيذ شبكة وطنية للرصد الزلزالي بعدد 220 محطة رصد. وأنهت إنشاء 180 محطة حتى الآن، فيما يتوقع تركيب بقية المحطات وعددها 40 خلال السنوات الثلاث القادمة. وأوضحت الهيئة أنها خصصت 18 محطة أخرى لقياس سرعة وصول الهزات الأرضية من مكان مصدرها إلى المواقع الأخرى. وأوضح رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب ل«عكاظ» أن زلزال منطقة خليج العقبة الذي حدث فجر أمس الأول سجل 340 هزة متتالية حتى صباح أمس، وبلغ مقدار الهزة الأرضية الرئيسية في منطقة خليج العقبة 4.8 درجة على مقياس ريختر. حشود متكررة وأشار نواب إلى أن الهزات المتتالية لزلزال العقبة التي وصفت ب«العاصفة الزلزالية» جاءت بوتيرة ضعيفة وفي فترات زمنية مختلفة، ولم تشكل أية مخاطر على المناطق المحيطة. موضحا أن خليج العقبة يعد أحد أهم المناطق النشطة زلزالياً التي تؤثر في المملكة ودول الجوار في مصر والأردن وفلسطين، والنشاط ليس الأول من نوعه، إذ يتكرر على فترات غير بعيدة، وتعرضت هذه المنطقة إلى حشود زلزالية متكررة، ففي عام 1983 تم تسجيل حشود زلزالية بلغت أقصى قوة لها 4.8 درجة على مقياس ريختر، وفي 1993 تم تسجيل حشود زلزالية بلغت أقصى قوة زلزالية لها 5.8 درجة. ضعيفة ومتوسطة وأضاف الدكتور زهير نواب أن المملكة تحدها مناطق زلزالية مؤثرة وهزاتها تكون ما بين ضعيفة ومتوسطة وغير عنيفة. فالنشاط الزلزالي في البلاد يرتبط بشكل كبير بالوضع الحركي الذي يؤثر بدوره على النشاط المحلي، كما أن أسباب تركز النشاط الزلزالي المحلي بشكل عام على طول الجهة الغربية من المملكة، خصوصا في الدرع العربي، يرجع إلى أن القوى التي تؤثر على المملكة، خصوصا على حوافها، تنتقل إلى داخل الصفيحة العربية وتتجمع إلى أن تصل إلى حد يزيد على تحمل الصخور الموجودة، فتتسبب في حدوث زلازل أو قد تعمل على إعادة تنشيط للفوالق الموجودة داخل نطاق الصفيحة العربية. كود إلزامي وعن الالتزام بكود بناء الزلازل أوضح رئيس هيئة المساحة الجيولوجية أن كود البناء ليس خيارا بل إلزامي، خصوصا في المناطق الساخنة (ساحل البحر الأحمر)، فعدم الالتزام بالكود يزيد من حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات، فلو وضعنا في اعتبارنا تطبيق كود المباني عند بناء أو إنشاء أي استثمارات كبيرة فإن ذلك ضمان للسلامة المدنية. وعن التنبؤ بالزلازل قال: «يمكن تحديد المكامن الزلزالية على مستوى العالم لأنها معروفة لنا جميعاً، وهي ما تسمى بالأحزمة الزلزالية، إلا أن التنبؤ بمكان وزمان الزلزال غير ممكن، والعلماء في كافة أنحاء العالم يسعون إلى التوصل إلى طرق ونظريات علمية يمكن من خلالها التنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقوعها، ولكن لم ينجح هؤلاء حتى الآن في ذلك، إذ إن الزلازل هي إحدى الظواهر الكونية التي تحدث بسبب العمليات الجيولوجية في باطن الأرض، وتؤثر على الإنسان وممتلكاته، لأنه لا يمكن منع حدوث الظاهرة الطبيعية، لذا تسعى جميع الدول في العالم، سواء التي تتميز بنشاط زلزالي كبير أو ضعيف، لإنشاء شبكات مكثفة للرصد الزلزالي لمراقبة النشاط الزلزالي وإنشاء قاعدة بيانات لإجراء دراسات علمية متخصصة للتقليل والتخفيف من آثار الزلازل والبراكين بهدف الحفاظ على الأرواح والممتلكات. أقمار صناعية وخلص الدكتور زهير نواب إلى القول إن المركز الوطني للزلازل والبراكين يعمل على مدار الساعة لاستقبال وتحليل البيانات الزلزالية، ويتولى التبليغ الفوري عن هذه الأحداث الزلزالية إلى الجهات ذات الصلة، منها المديرية العامة للدفاع المدني. ويعد المركز من أكبر وأحدث شبكات الرصد الزلزالي في منطقة الشرق الأوسط، وتعتبر من الشبكات الحديثة التي تعتمد على أحدث التقنيات المستخدمة في العالم من حيث استخدام تقنية الأقمار الصناعية أو البرامج المستخدمة، وتعتمد الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي على تقنية الاتصالات من خلال الأقمار الصناعية لنقل البيانات الزلزالية من محطات الرصد الموجودة في مناطق نائية ومنعزلة إلى مركز استقبال وتحليل البيانات التابع للمركز الوطني للزلازل والبراكين في الهيئة.