يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي شارفت ولايته على الانتهاء بزيارة مثقلة بالرمزية إلى آسيا تقوده إلى هانوي ثم هيروشيما، التي تعرضت قبل سبعة عقود لأول قنبلة ذرية في التاريخ. وينوي الرئيس استغلال رحلته العاشرة إلى المنطقة التي جعلها من أولوياته، للإشادة بمقومين أساسيين في سياساته. الأول هو اتفاق «الشراكة عبر المحيط الهادئ» للتجارة الحرة وتعزيز العلاقات مع دول المنطقة في مواجهة تشدد مواقف الصين في خلافات على أراض. ينتظر وصول أوباما إلى فيتنام (الأحد) القادم في زيارته الأولى إلى البلد العدو سابقا. وسيكون بعد بيل كلينتون في 2000 وجورج دبليو بوش في 2006 الرئيس الأمريكي الثالث الذي يزور البلاد منذ نهاية حرب فيتنام في 1975. ومن المقرر أن يلقي خطابا في هانوي قبل التوجه إلى مدينة هو تشي منه (سايغون سابقا) التي أصبحت الرئة الاقتصادية الفعلية للبلد بسكانه الذين يفوق عددهم ال90 مليونا. بعد عقدين من التقارب المذهل يسعى البيت الأبيض إلى تسريع هذه العملية. وتتوارد التساؤلات حول احتمال استغلال أوباما الزيارة للإعلان عن رفع تام لحظر مبيعات السلاح الذي تطالب به هانوي بإصرار، لكنه يثير التردد في الولاياتالمتحدة أمام بطء التقدم في مجال حقوق الإنسان. لكن الحكومة الأمريكية أشاعت الغموض في المسألة. لكن المؤكد أن العقود، حتى بعد اجتياز هذه المرحلة العالية الرمزية، لن تحضر بين ليلة وضحاها. إذ ذكر موري هايبرت من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن الفيتناميين يرون أن «التجهيزات الأمريكية باهظة الكلفة وعملية إجازة المبيعات صارمة جدا»، مضيفا «لذلك يبقى الشراء من الروسي أقل كلفة وأكثر سهولة». كما ينتقل أوباما في منتصف الأسبوع إلى اليابان، إذ يشارك في قمة مجموعة السبع في إيسي-شيما (وسط الأرخبيل) قبل أن يصبح في 27 مايو الرئيس الأمريكي الأول الذي يزور في أثناء ولايته حديقة نصب السلام التذكاري، وهو مكان يحرك المشاعر قدر ما يذكر بالاتون النووي الذي ابتلع المدينة في 6 أغسطس 1945.