في الوقت الذي ظلت فيه روائية الخيال الكورية الجنوبية الشهيرة هان كانغ (45 عاما) مغمورة عالميا لا يعرفها أحد على المستوى الدولي، فإن روايتها «النباتية» (The Vegetarian) التي نشرت في كوريا الجنوبية عام 2007 بيعت حقوقها في 20 بلدا، وحولت إلى فيلم كوري شارك في عدة مهرجانات منذ عام 2010، إلى أن حصلت الرواية على جائزة «مان بوكر» للرواية العالمية 2016، وتعد أول رواية لهان كانغ تنشر بترجمة عالمية، وانطلاقة للأدب الكوري إلى العالمية. بمعنى أن «هان كانغ» ظلت مغمورة عالميا (ما عدا بلادها وبعض الدول المجاورة)، لتلاحقها الشهرة دوليا بعد عقد من الزمان من نشر روايتها «الفانتازية»، وتحديدا بعد نشرها مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وترجمتها «ديبورا سميث» عندما كانت تحضر للدكتوراه في كلية لندن للدراسات الأفريقية، وقالت حينها إن الرواية «عبارة عن تصوير لأحداث غالبا في عقول مرهفة الحس، وتعيش خيالات الواقع بصورة مغايرة، وهذا السبب الذي دعاني لترجمتها». استلهمت «هان كانغ» فكرة روايتها من عبارة «البشر أصلهم نبات» في قصيدة للشاعر الجنوبي يي سانغ، فكتبت الرواية في ثلاثة أعوام عن امرأة تتمنى أن تتحول إلى شجرة، وحينها قالت: «كنت أفكر في السلوك البشري وكيف ينتقل بسرعة من كونه كإنسان بالغ الرفعة إلى مناطق أقل منها بكثير وأتساءل: هل يمكن حقا للبشر أن يعيشوا حياة آمنة وبريئة تماما في هذا العالم العنيف؟، وماذا سيحدث إذا حاولوا تحقيق ذلك»؟. الرواية التي كتبت بأسلوب أدبي نثري غنائي بكائي عنيف تحكي قصة من العصر الحديث لامرأة كورية تدعى «يونغ هاي»، تفيق من أحلام اليقظة المضطربة لتجد نفسها تتحول إلى شخص غامض خيالي موغل في الغرابة ومثير للعواطف، يرفض نفسه وما حوله، ومع أنها زوجة مطيعة إلا أنها تعاني من كوابيس متكررة تجعلها دائما حزينة لما يراودها من أحلام عنيفة. ولدت الروائية والشاعرة الكورية هان كانغ عام 1970 في غوانغجو، ووالدها كان روائيا أيضا، ناضل لكسب عيشه من كتاباته، وتقول عن مرحلة الطفولة لديها «ولدت كبيرة لأنني محاطة بالكتب»، وكانت قد انتقلت مع والدها إلى سيئول وعمرها تسعة أعوام (قبل أربعة أشهر من انتفاضة غوانغجو عام 1980)، ودرست الأدب الكوري في جامعة يونسيه في سيئول، وتدرس الكتابة الإبداعية في معهد سيئول للفنون،.