بمشاريع المدرسة البسيطة، وبيع الكيك والكوكيز، والمشاركة في مهرجانات الصيف، تضاعفت رغبة سارة محجوب، في أن تمتلك مشروعا خاصا لبيع الأطعمة، تديره بنفسها، دون الاعتماد على أحد. بكالوريوس إدارة الأعمال- تسويق، قصر الطريق على سارة، ما منحها خبرة أكثر لإدارة مشروعها بنفسها، إذ عملت لمدة سنتين في مجال الإدارة وبقيت فكرة المشروع تلح عليها، إلى أن سمعت عن دورة «كيف تبدأ مشروعك الصغير»، فبادرت بالتسجيل، وتم قبول فكرة المشروع، وحصلت على الدعم المالي. وتمثلت أحد الشروط في أن يكون المشروع نسائيا، ما دفعها لتأسيس مقهى نسائي، في وقت لم تكن الفتاة السعودية، قد نزلت سوق العمل، كما نراها الآن، ما جعل الفكرة تبدو غريبة على مجتمع جدة آنذاك، فمن غير المقبول أن تقف امرأة في مقهى وتبيع بنفسها.! واجهت سارة العديد من التحديات والمواقف ما دفعها للتفكير في إيقاف المشروع، إلا أن دعم الأهل والأصدقاء أثناها عن ذلك. فيما ساقت لها الأقدار سارة، بلميس المزروع مبتكرة وصفات، من خلال صديقة، اقترحت عليها أن تعمل معها، ومن هنا بدأت قصة الشراكة بين لميس وسارة التي أعادت الروح للمقهى، فعبر إلى بر الأمان، على رغم عروض الشراكة الكثيرة التي تلقتها سارة، إلا أنها لم تقبل بالعمل سوى مع لميس. أما لميس.. التي تعتبر وصفاتها كأبنائها، تحلم دائما أن تفتتح مقهى خاصا، بوجبات الفطور، فقد أحبت العمل مع سارة، واعتبرت أنها تدربت معها، إذ تتولى سارة إدارة المقهى والأمور المالية، فيما تتصدى لميس بمهمة الوصفات والأطعمة المقدمة، فيما تعتقد الشريكتان أن سر نجاحهما يكمن في اكتفاء كل واحدة منهما بعرض الرأي على الأخرى، دون فرضه، ومن ثم التشاور فيما بينهما، ما خلق تفاهما وانسجاما بينهما من نوع خاص. لميس تبحث بشكل دائم، عن أفضل المكونات التي تعد بها الوصفات، إذ استبدلت الملح المصنع، بالملح البحري، واعتمدت الزبدة عوضا عن الزيوت النباتية، كون الأولى صحية أكثر، وإن كانت ذات سعرات حرارية مرتفعة، إلا أنها أفضل في رفع جودة الأطعمة، وجعلها ذات فائدة للجسم، حتى وإن كانت تباع بسعر أعلى لدى الموردين. وتتفق سارة ولميس في عدم تقديم دخان الشيشة والمعسلات وجعل المكان مريحا لكل سيدة وفتاة، يمكن أن تجده بيتا ثانيا، لذا اهتمتا بالتحف والديكور وأصرتا على أن يكون صناعة يدوية، ليضفي مزيدا من الألفة على المكان.