كريستيان كيرن.. الوجه الجديد في ليالي فيينا، فبعد استقالة المستشار النمساوي فيرنر فايمان على خلفية فوز حزب اليمين المتطرف، كان على الحزب الاشتراكي الديموقراطي الإسراع إلى إيجاد شخصية يمكن أن تحل مكان فايمان السياسي المخضرم الذي شغل مقعد المستشارية لمدة ثماني سنوات. لم يتأخر الاختيار الذي يمكن وصفه بأنه الاختيار الأفضل إذ إن كريستيان كيرن (50عاما) من الشخصيات الحزبية المعروفة فهو ينتمي إلى عائلة بسيطة ولكنه من خلال اجتهاده ودراساته المتعددة والتي انتقل بعدها في وظائف عديدة، منها صحفي متخصص في الشؤون الاقتصادية، ثم عمل متحدثا رسميا للحزب الاشتراكي الديموقراطي، وأخيرا رئيس مجلس إدارة والمدير العام للسكة الحديد في النمسا منذ عام 2010... واعتبر مراقبون كيرن الشخصية الأوفر حظا لتولي رئاسة المستشارية، وهو لم يتردد كثيرا حين جرى اختياره، إذ عدت فرصة العمر لهذا الرجل الطموح الذي يعشق العلاقات العامة ويعرف كيف يصل إلى رجل الشارع، الأمر الذي جعل فيينا تتنفس الصعداء، انطلاقا من أن البحث عن شخصية مناسبة يمكن أن تحقق الفوز بعد غد (الثلاثاء) في انتخابات المستشارية النمساوية والتي سيتم التصويت عليها داخل البرلمان، كانت خطوة صعبة ومهمة، خصوصا وأن المخاوف من تزايد الضغط من الأحزاب اليمينية المتطرفة لم يترك دولة «موتسارت» في أمان.. ومن المتوقع أن يكون كريسيتيان كيرن، الأب لثلاثة أبناء وفتاة عند حسن ظن الجميع وعلى قدر المسؤولية التي ستلقى على عاتقه، فضلا عن إبقائه على تشكيلة الحكومة النمساوية الحالية، خصوصا وزير الخارجية الشاب زباستيان كورتس، وبذلك تكون الشؤون النمساوية تحت مسؤولية كيرن وكورتس. وحسب استطلاعات الرأي، فإن الفوز مؤكد لكيرن الذي سيتولي أيضا قبل عقد انتخابات الرئاسة النمساوية في 22 مايو الجاري رئاسة الحزب الديموقراطي الاشتراكي في خطوة تهدف بالأساس إلى سحب البساط من تحت أقدام اليمين المتطرف والأحزاب المعادية للإسلام .. وتبقى التجربة خير برهان على نجاح التجربة النمساوية.