تتداعى إلى الذاكرة مشاهد الموت على معشبات الكرة وفي ميادينها مع ثلاث حالات متتالية فجعت الوسط الرياضي برحيل ثلاثة رياضيين وهم في غمرة المنافسات. ورغم أن الموت لا يفرق بين رياضي وآخر ومواعيده مكتوبة ومقدرة، إلا أن تزايد حالات الوفاة في الملاعب تثير الكثير من التساؤلات. فبعد 48 ساعة على وفاة اللاعب الكاميروني الدولي باتريك إيكينغ خلال مباراة فريقه دينامو بوخارست وفييترول في الدوري الروماني لكرة القدم، توفيت لاعبة شابة خلال مباراة في الدوري المحلي بالكاميرون. ولفظت حارسة المرمى جانين كريستل دجومانغ (26 عاما) التي تدافع عن ألوان فيمينا ستارز أبولوا أنفاسها الأخيرة «قبيل مباراة من المرحلة السادسة لدوري الدرجة الأولى الكاميروني للسيدات»، بحسب بيان للاتحاد الكاميروني لكرة القدم. ويبدو أن شبح الموت بات يخيم على كرة القدم في الكاميرون، حيث تأتي وفاة دجومانغ كحالة أخرى بعد حادثة وفاة الدولي إيكينغ إثر إصابته بأزمة قلبية، خلال المباراة التي تعادل فيها فريقه دينامو بوخارست مع فييترول 3/3 في الدوري الروماني. واستلقى إيكينغ (26 عاما) على ظهره داخل دائرة وسط الملعب دون أي احتكاك مسبق مع لاعب آخر في الدقيقة 71 من المباراة عندما كان دينامو متقدما 3-2 حسب شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي. وحاول الجهاز الطبي إنعاشه خلال ساعة ونصف الساعة دون جدوى ولفظ أنفاسه الأخيرة. وسبق للكاميرون أن اختبرت حادثة مماثلة مع مارك-فيفيان فويه الذي فارق الحياة في 26 يونيو 2003، في ظروف مماثلة خلال مباراة الكاميرون مع كولومبيا في كأس القارات على ملعب «جيرلان» في ليون الفرنسية. حالات كثيرة خطفها الموت وهي تمارس كرة القدم وعلى ملاعب شهيرة، منها ما كان يعاني مسبقا من مشكلات في القلب، وآخرون جاءهم الموت وصحتهم في أعلى مستوياتها. في فبراير 2000 توفي النيجيري جون ايكورومو (17 عاما) بسبب أزمة قلبية خلال مباراة ودية في الإمارات العربية المتحدة. في أغسطس 2000 توفي ثلاثة لاعبين هواة بعد إصابتهم بهبوط حاد في الدورة الدموية، في غضون أسبوع في ولاية هيسن الألمانية، وتوفي اثنان منهما أثناء اللعب، بينما توفي الآخر أثناء التدريبات وهو في ال16 من عمره. في أكتوبر 2000 تعرض الروماني الدولي كاتالين هالدان (24 عاما) لاعب دينامو بوخارست، لسكتة دماغية وتوفي خلال مباراة ودية. في أبريل 2001 تعرض الحكم الإنجليزي مايك نورث لأزمة قلبية حادة أسفرت عن وفاته مباشرة بعد نهاية الشوط الأول من مباراة بدوري الدرجة الثالثة. في يونيو 2002 توفي مايكل مايكل (32 عاما) خلال مباراة بدوري الدرجة الثانية القبرصي، بعد إصابته بهبوط في الدورة الدموية وأزمة قلبية. في ديسمبر 2002 توفي المقدوني ستيفان توليسكي (23 عاما) بعد إصابته بهبوط في الدورة الدموية خلال مباراة مع نادي نابريدوك، ثم سكتة قلبية. في يونيو 2003 توفي الكاميروني الدولي مارك فيفيان فويه (28 عاما)، جراء إصابته بهبوط في الدورة الدموية خلال المباراة أمام كولومبيا التي أقيمت في ليون الفرنسية في كأس القارات، وتوفي نتيجة سكتة قلبية بعد فترة قصيرة. في يناير 2004 توفي المجري الدولي ميكلوس فيهير (24 عاما) بعد إصابته بهبوط في الدورة الدموية خلال مباراة بالدوري البرتغالي بين فيتوريا جويماريش وبنفيكا. في أكتوبر 2004 توفي البرازيلي سيرجينيو (30 عاما) نتيجة سكتة قلبية وتوقف الجهاز التنفسي خلال المباراة بين ساو كايتانو وساو باولو. في ديسمبر 2005 توفي الفرنسي ديفيد دي توماسو (26 عاما) بسكتة قلبية بسبب عدم انتظام ضربات القلب عقب مباراة لفريقه أوتريخت. في أغسطس 2007 توفي اللاعب الإسباني أنطونيو بويرتا (22 عاما) بعد إصابته بهبوط في الدورة الدموية خلال مباراة فريقه أشبيلية مع خيتافي بالدوري الإسباني، ثم أزمة قلبية وتوفي بعدها بثلاثة أيام. في ديسمبر 2007 توفي فيل اودونيل (35 عاما) لاعب مازريل بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية خلال مباراة بالدوري الإسكتلندي أمام دندي يونايتد، وتوفي في سيارة الإسعاف. في أغسطس 2009 توفي دانيال خاركي (26 عاما) قائد إسبانيول خلال معسكر تدريبي بسبب أزمة قلبية. في نوفمبر 2011 توفي المكسيكي الدولي انطونيو دي نيجريس (31 عاما) لاعب لاريسا اليوناني في منزله عقب مباراة كرة قدم، واشتبه في إصابته بأزمة قلبية. في أغسطس 2011 توفي المدافع الياباني السابق ناوكي ماتسودا (34 عاما) في المستشفى بعد يومين من إصابته بهبوط في الدورة الدموية على أرض الملعب خلال التدريبات مع فريق ماتسوموتو ياماجا. في أبريل 2012 توفي الأيطالي بييرماريو موروسيني، أثناء مباراة فريقه مع نادي بيسكارا في دوري الدرجة الثانية في إيطاليا، وفي الدقيقة 13 من مجريات المباراة سقط موروسيني على أرض الملعب نتيجة سكتة قلبية. سارع الطاقم الطبي في دخول أرض الملعب لمحاولة إنقاذه. ورغم الجهود المبذولة، إلا أن اللاعب ذا ال25 ربيعا توفي في طريق الوصول إلى المستشفى. بن رخيصة أشهر العرب الراحلين على الصعيد العربي، كذلك تكررت الحالة الفاجعة لأكثر من مرة، ولعل أشهر تلك الأسماء اللاعب التونسي الهادي بن رخيصة، الذي توفي خلال تمرين فريقه الترجي، وكان سبب الوفاة بلعه للسانه دون تمكن المسعفين من إنقاذه، وهناك ثلاثة لاعبين جزائريين على فترات مختلفة هم: عبدالكريم قصبة الذي توفي أثناء مباراة ترجي مستغانم ومولودية قسنطينة، أصيب بسكتة قلبية ناجمة عن جهد زائد، وحسين بن ميلودي الذي رحل في مباراة شباب بلوزداد واتحاد عين البيضاء عام 1981 بسبب سكتة قلبية، واللاعب حسين قاسمي الذي توفي أثناء مباراة شبيبة القبائل باتحاد عنابة بسبب ارتجاج في المخّ عام 1998.