«لم يؤدِ النادي الأدبي في الرياض دوره التنويري» بهذه الجملة قيَّم الشاعر علي بافقيه مسيرة النادي في فترة ما بعد الانتخابات الأدبية، بينما وصف الروائي أحمد الدويحي الفعاليات بأنها ليست أكثر من أداء واجب، متسائلا «من يقف خلف (اللائحة الأدبية) أليسوا مثقفين؟، العاملون في الأندية أليسوا مثقفين؟، والمصيبة أن أكثرهم أساتذة جامعات، وجدوا في الأندية الأدبية ملاذًا لحضورهم». وكانت «عكاظ» طرحت، عبر زاوية «محاكمة»، أسئلة على عدد من المثقفين «كيف تقيمون النادي الأدبي في الرياض؟، هل على تواصل مع المثقفين؟، هل أدى دوره التنويري؟، هل سيواكب رؤية 2030؟»، وكانت الإجابات على النحو التالي: بداية نفى الشاعر علي بافقيه صفة المثقف عن من يركن للسائد ولا يحرك الراكد، موضحًا أن «المثقف الحقيقي بطبيعته رائد للتجديد والتبصّر والتنوير تجاه الثقافة الاجتماعية السائدة». وأضاف أن أدبي الرياض «لم يقم بدوره التنويري؛ يطبع كتبًا ويقيم أمسيات لا علاقة لها بأهداف واضحة». وأكد بافقيه حاجة أدبي الرياض لإعادة النظر «لا يختلف عاقلان على أن نادي الرياض الأدبي بحاجة إلى إعادة النظر في أهدافه وبرامجه. والمسألة يجب أن لا تكون موجهة لأشخاص بل لأهداف جوهرها الارتقاء بالثقافة السائدة ونقدها والدفاع عن أهل الفكر والأدب». ولم ينفِ بافقيه تواصل أدبي الرياض معه «النادي الأدبي في الرياض كان دائمًا على تواصل معي، ولم أجد تقصيرًا على المستوى الشخصي، وتصلني إلى اليوم على جوالي كل المعلومات عن نشاطاته»، مطالبًا من لا يستطيع تحمل المسؤولية بالاستقالة، «ورأيي أن على الأندية أن تضع أهدافًا وبرامج وفعاليات، ومن لا يستطيع تنفيذها يستقيل، فالاستقالة ممارسة حضارية». من جهته، عمم الروائي أحمد الدويحي الإدانات لتشمل الأندية كافة «نستطيع أن ندين الأندية الأدبية واللائحة برمتها، وبنظرة مجردة في حضور وسائل التقنية الحديثة، نعرف الآن ما يحدث في هذه الأندية، وليس من المناسب الإشارة إلى قصور في نادٍ بذاته، فالجميع يقع تحت سقف واحد، ويعمل وفق رؤية محددة، وتحكمهم لائحة واحدة». وأشار الدويحي إلى أن «الواقع الثقافي تحول إلى جثة هامدة»، موضحا أن «التجديد من سنن الحياة، ولكنه في المشهد الثقافي، أصبح قضية من لا قضية له، المسألة ليست أندية أدبية فقط، فالنادي مجرد كيان ولكنه يحتاج إلى لوائح وقوانين وعقول نيرة». وأكد أن المثقف ذاته يتحمل جزءًا كبيرًا من ما يحدث داخل الأندية «فقد سادت الشللية والتسطيح والانتهازية بعيدا عن جوهر الحياة الأدبية الفاعلة بحق»، مستحضرًا رابطة الأدباء «سنوات مرت والمثقف ينتظر لائحة تحدد ما له وما عليه، وكأنه تخلى تمامًا عن رابطة للأدباء، التي وردت في توصيات كل مؤتمراتهم الثقافية، الرابطة التي طالبت بها أجيال ورحلت دون أن تحضر، تلك التي ينتظر أن تسدد خطايا الأندية الأدبية ولائحتها المجددة والمنتظرة»، وأضاف الدويحي «يحدث كل هذا الغياب على صعيد تنظيمي، فلا تنتظر إذن أن تكون هناك فعاليات أكثر من أداء واجب، تتلبس أحيانًا مسميات متنوعة باسم الإبداع والنقد»، متسائلا «اللائحة التي ينتظرها المشهد ولم تأت، من يقف خلفها أليسوا مثقفين؟، العاملون في الأندية الأدبية أليسوا مثقفين؟، بالتأكيد هم كذلك، والمصيبة أن أكثرهم أساتذة جامعات، وجدوا في الأندية الأدبية ملاذًا لحضورهم، وحصد منافع معنوية ومادية كالسفر والحضور والدعوات والمشاركات، ويمكن رؤية الوجوه نفسها وقراءة الأوراق ذاتها في كل المشاركات المحلية من نادٍ إلى آخر». حق الرد: وكانت «عكاظ» اتصلت برئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الحيدري، ووجهت له الاتهامات التي وردت في ثنايا المحاكمة ففضل عدم الرد، مفسحًا المجال للمثقفين لإبداء آرائهم.