الأحداث الثقافية تتسارع وتتراكم بعضها فوق بعض وخاصة منذ أن بدأت انتخابات الأندية، بداية بمسألة الانتخاب الالكتروني أو اليدوي في "أدبي مكة" مرورا بأحداث "أدبي الشرقية" ولم يكد ينتهي موضوع "أدبي ابها" حتى فجر مدير الأندية الأدبية حسين بافقيه الوضع بتقديم الاستقالة فسرت اعتراضا على آلية العمل في وزارة الثقافة، وقد أكد بعض المثقفين ان الاستقالة كانت متوقعة. دلالات وأبعاد في البداية تعلق الدكتورة سهيلة زين العابدين على الاستقالة وتقول: استقالة حسين بافقيه من إدارة الأندية الأدبية لها دلالات وأبعاد لابد من أن يوضحها لنا، بصراحة وموضوعية وحيادية تامة لمعرفة مواطن الخلل في الإدارة العليا للأندية الأدبية، خاصة بعد صدور حكم من المحكمة الإدارية ببطلان انتخابات إدارة نادي أبها الأدبي. جو عاصف من جانبه يتوسع رئيس نادي تبوك الأدبي السابق القاص احمد عسيري في موضوع الاستقالة المربك لوضع ثقافي مربك في الأساس: في الواقع من تابع مستجدات المشهد الثقافي منذ تكليف حسين بافقيه قد لا تفاجئه الاستقالة, فالرجل فيما يبدو كتب عليه ان يأتي في جو عاصف بين المثقف والسلطة, واقصد به تداعيات مهرجان الشعر الخليجي في أدبي تبوك, وأيضا يغادر في وضع مشابه الا من الطرف الثالث وهو القضاء وحل مجلس إدارة أدبي ابها.. وما بين هذين الحدثين الثقافيين العاصفين كان للرجل وقفة مشهودة في تسوية ادبي جازان. وكان ان وعد المثقفين بان اللائحة المنتظرة سوف يشاركون في صياغتها بمقترحاتهم فاستبشر الجميع خيرا, الا انه صرح ذات يوم وفي طريق اللائحة للاعتماد من قبل الوزير صرح بانه لم يعلم بذلك.. ولعل في ذلك بداية أزمة داخلية بدأت بالظهور.. الا انه تم الإعلان لاحقا عن موقع مخصص للائحة فكان ذلك انقاذا او وفاء لما وعد به, وهو ما يحسب حقيقة لمعالي الوزير وتداركه للوضع وبعد نظره, وتاليا وبقراءة بسيطة يمكن معرفة ان هناك إشكالية في صنع القرار الثقافي. إضافة الى العلاقة المتوترة اصلا بين وكالة الوزارة ومثقفين جلهم ممن لم يحالفهم الحظ في الانتخابات. ومعلوم لدى الجميع ان حسين بافقيه أديب ومثقف بارز ويملك سجلا حافلا بالمنجز الأدبي والثقافي مما قارب بينه وبين المثقفين ربما أكثر من كونه إداريا يمثل صلة فاعلة بين المثقف وسير خطة وأعمال الوزارة, وبين متطلب كل من هذين الدورين وظهور الأول جليا خلال فترته القصيرة استشف المستقبل ففضل الرحيل بدل التعرض لمزيد من الحرج. وعلى اية حال فالرأي مشروع وسيعمل البعض على محاولة استجلاء الأسباب الكامنة وراء الاستقالة وقد تختلف باختلاف الرؤية إلى الأحداث, لكن من المؤكد انه لا خلاف على ان حسين بافقيه قامة أدبية ثقافية فاعلة في المشهد المحلي وواجهة مشرفة على الصعيد الخارجي وعلى خلق ويحظى باحترام الجميع. المثقف وصناعة الثقافة ويضيف الروائي احمد الدويحي: المثقفون هم الذين يصنعون الثقافة، والموظفون هم من ينفذون ولكن في مشهدنا الثقافي فالمعادلة مقلوبة، الموظف هو من يرسم السياسة الثقافية وعلى المثقف أن يسير في نفس الخط المرسوم، وهذا وضع غير طبيعي، وما زال الوضع الثقافي في بلادنا اجتهاديا وفرديا في حدود المعقول، ولكنه سيكون معقداً ومؤلماً في مستقبل الأيام فالأجيال لن ترضى وعليك أن تنظر ما يحدث في الأندية الأدبية وقد أصبح كل شيء مكشوفاً، فالثقافة تعني موقفا شفافا وصريحا وواضحا وليس مجرد لملمة وتعمية وانتهازية ونفعية وشللية، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فلن يرجى خير ولن يقبل بمناصب الوزارة الوهمية مثقف حقيقي!. ويطرح الدويحي سؤالا: اذا عرفت لماذا استقال عبدالعزيز السبيل من وكالة الوزارة للثقافة، فستعرف لماذا استقال حسين بافقيه من إدارة الأندية الأدبية، ولم يمض على وجوده عدة أشهر. رجل شجاع فيما يرى القاص سامي حسون أنه: موقف رجل شجاع في تقديم استقالته.. فقد سبق ان قال الناقد حسين بافقيه ان وجودي في هذا المنصب من اجل مناصرة المثقفين والأدباء وليس في تعطيل الحركة الثقافة.. لأن سير الحركة الثقافة بأيديهم وليس بيدي.. كما ان هناك بعض الأندية الأدبية لم تكن متعاونة بالشكل المطلوب.. بافقيه رجل واضح مع الكل ومع المبادئ.