في الوقت الذي يقود فيه الداعية التكفيري عبدالله المحيسني حملة لتجنيد آلاف الشبان للانضمام لجماعات مقاتلة في سورية، أبرزها جبهة النصرة فرع «القاعدة»، قال رئيس حملة السكينة لمكافحة الإرهاب إن الدعوات التي أطلقها الداعية التكفيري كان جزء منها يدعو إلى تحريض الشباب على ترك تعليمهم وأعمالهم وأهلهم ووطنهم، والانخراط في قتال «فتنة» مع ميليشيات إرهابية. وقال رئيس حملة السكينة الحكومية عبدالمنعم المشوح ل«عكاظ» إن الجيل الحالي من التنظيمات الإرهابية يركز بشكل كبير على الحملات التسويقية للفكرة، نظرا إلى قصر نفس المتعاطفين والأنصار ولدخولهم في مراحل تذبذب، خصوصا في محيط الإنترنت وشبكات التواصل. وأكد المشوح أن «حملة انفر» التي أطلقها المحيسني أخيراً ظهرت بشكل مدعوم من قبل حسابات وشخصيات وفصائل تنتمي لتنظيم القاعدة وفصائل قريبة منه، وركزت على فكرة «أفغنة» التجنيد، وهي محاولة لإعادة التجنيد إلى بدايات العرب الأفغان، إذ كان حينها يتم تحييد الخلافات الفكرية والعقدية والمنهجية وتصبح الأهمية للقتال والتجنيد وتجميع أكبر عدد ممكن. وأطلق كل من «جيش الفتح» وما يسمى «مركز دعاة الجهاد»، اللذين يتزعمهما رجل الدين التكفيري عبدالله المحيسني، و«رابطة أهل العلم في الشام»، في 20 أبريل 2016، حملة أطلق عليها اسم «انفر»، ويقوم عليها قرابة 300 من قادة الجماعات المقاتلة في سورية، وتنشط في شمال سورية وجنوبها. وأكد المشوح أن التنظيمات الإرهابية بالفعل أصدرت بيانات ورسائل، وكانت مغرية في شكلها العام، لكن الاستجابة وفقا لمعطيات مواقع الإنترنت وشبكات التواصل جاءت ضعيفة، خصوصا في السعودية. وكشف أن مجموعات التوعية والتوجيه والحوار التابعة للسكينة تدخلت بعد أن لاحظت نزول معدل الحملة الإرهابي من القمة، أي بعد ثمانية أيام من انطلاقها. مؤكدا أنهم يتبعون تكتيكا يقوم على التفكيك والتشتيت «الفكري»، ودائما من معه الحق ينجح في مواجهة حملات التشويه إن توافرت له الأدوات الفكرية والتقنية. وبين أن المواجهة الإلكترونية مع الجماعات الإرهابية لا بد أن تقوم على التفاعل البشري الحاضر. مضيفاً: «نحن نتعامل مع مادة فكرية وعاطفية ذات أبعاد ومتغيرات، فالبث الإلكتروني ينجح في صناعة جو عام، لكن لا يصنع تغييرا في البنية الفكرية سواء للإرهابيين أو المتطرفين أو حتى المستهدفين الآخرين».