«دائما ما تبنى قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى تلك التي تبنى على مكامن القوة»، بهذه العبارات الحكيمة قدم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي عكف مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على رسمها بتوجيه ومتابعة كريمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه، وجرى إقرارها من قبل مجلس الوزراء الموقر في جلسة تاريخية ستظل راسخة في الذاكرة الوطنية لعقود طويلة. لقد كانت مسيرة تأسيس بلادنا الغالية قصة النجاح الأولى، مسيرة ظفر بها العرب والمسلمون بدولة كانت على مدى عمرها صوتا للعقل والحكمة وموئلا للسلام والتسامح والعزيمة الخيرة في العالم، وكانت تلك المسيرة نتاج رؤية ملك فريد، بنيت على إيمان عميق بعزيمة رجل الجزيرة العربية الأبي في شيمه والراسخ في إيمانه، فنهضت البلاد بها إلى مقاعد الصدارة بين الأمم، وترسخت فيها وحدة القلوب والعقول التي جمعت أبناء هذه البلاد خلف قيادتهم جيلا بعد جيل. واليوم، يستنهض المليك المفدى وساعداه -أيدهم الله- مكامن قوة وطننا لإطلاق رؤية جديدة تليق بتاريخنا الإنساني والوطني، وبعزمات وطموحات رجالنا ونسائنا كبارهم وصغارهم. ولقد كان أمر سيدي خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية كأحد أجهزة مجلس الوزراء، ومن ثم توجيهه برسم رؤية مستقبلية للبلاد، جزءا من مشروعه التنموي الطموح لبناء اقتصاد المستقبل، اقتصاد ينظر إلى نجاحات وتجارب الماضي بتبصر ويستشرف تحديات المستقبل بعزم وطموح لا يستكين. وليس أصدق من هذه الرؤية دليلا على ثاقب بصيرته -أيده الله- وعلى ما أنعم الله به عليه من معرفة بمكامن الرجال ومن قدرة على توظيفهم لخير هذه البلاد وأهلها. ولو أدرك الناس ما بذل في هذه الرؤية من جهود في مراحل الدراسة، وما بذل ويبذل في مجلس الشؤون السياسية والأمنية من جهود بقيادة سيدي صاحب السمو الملكي محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حيث يدار الملف السياسي والأمني بهمة وحنكة حماية لوطننا ومسيرته الاقتصادية والتنموية، لحمدوا الله كثيرا على الرجال الذي سخرهم الله لنا، ولأدركوا حجم الثقة والطمأنينة التي يجب أن يحملها كل فرد منا في مستقبل بلادنا. وفي غمرة الاحتفاء بهذه الرؤية التاريخية في توقيتها وأبعادها، وبما حملته من أصداء فرح وفخر وابتهاج من أبناء وبنات الوطن ومن أشقائنا في دول مجلس التعاون والعالمين العربي والإسلامي، نستذكر جميعا الدور الذي ينبغي أن يلعبه كل منا في تحقيق أهداف الرؤية وتنفيذ ما سيتمخض عنها من برامج ومشاريع، لجعل بلادنا، المملكة العربية السعودية، مثلا فريدا بين الأمم في الاستقرار والتنمية المستدامة والعطاء الإنساني، وفاء لذكرى من مضوا من آبائنا وأجدادنا، واستغلالا للطاقات الوطنية الكبيرة التي نزخر بها، وتمكينا للأجيال القادمة من أداء الدور الذي أراده الله لهم من بعدنا، حماة للحرمين الشريفين ولعقيدة الإسلام السمحة، وقادة في العالمين العربي والإسلامي، وشركاء فاعلين في الحضارة الإنسانية. حفظ الله سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، وبارك الله في جهود أبناء الوطن الكرام، رجالا ونساء وشبانا وشابات، في كل مواقع المسؤولية والعطاء الوطني. * نائب الأمين العام لمجلس الوزراء