اعتبر خبراء أن اقتراب النفط من حاجز 50 دولارا لا يمثل انتعاشة حقيقية، وإنما «انتعاشة موقتة»، سرعان ما تفقد بريقها خلال الفترة القليلة القادمة، مؤكدين أهمية تحرك الدول المنتجة من داخل وخارج أوبك على خفض سقف الإنتاج، بهدف امتصاص الفائض الحالي، لافتين إلى أن الانتعاشة الحقيقية تتحقق في صعود البرميل لأكثر من 80 دولارا. وقال الخبير النفطي عثمان الخويطر: إن الارتفاع الحاصل في أسعار النفط مرتبط بتراجع إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، وكذلك جراء عوامل اقتصادية أخرى، مثل انخفاض المخزون في أمريكا، لافتا إلى أن الانتعاشة الحالية مرشحة للاختفاء مع زوال العوامل المسببة، مؤكدا أن الارتفاعات الحالية ليست حقيقية على الإطلاق، فالسعر لا يزال دون المستوى المطلوب، متوقعا أن تتراوح أسعار النفط عند مستوى 40 دولارا خلال الفترة القادمة، مرجعا ذلك لاستمرار الفائض الكبير في المعروض، والبالغ مليوني برميل يوميا. وأشار إلى أهمية تحرك الدول المنتجة للنفط لتخفيض سقف الإنتاج، لاسيما أن غالبية الدول من أوبك تتنج بالطاقة القصوى، ما يعرقل التحركات الهادفة لامتصاص الفائض الكبير، مشددا على ضرورة رفع مستوى التنسيق بين الدول المنتجة من أوبك وخارجها، لتهيئة المناخ لتعود الأسعار للمستويات المرتفعة، مؤكدا أن استمرار انخفاض أسعار النفط يضر باقتصادات الدول المنتجة، متوقعا فقدان النفط للمكاسب التي حققها خلال الفترة القليلة الماضية، لاسيما بعد فشل اجتماع الدوحة الأخير في السير قدما في الاتفاق السابق بالإبقاء على سقف الإنتاج عند مستوى يناير الماضي، والذي يتجاوز 32 ألف برميل يوميا. من جانبه أوضح أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور علي العلق، أن السوق لايزال يعاني من تخمة المعروض، والذي يتجاوز مليوني برميل يوميا، وبالتالي فإن غياب الرغبة لدى الدول المنتجة للنفط سواء داخل أوبك أو خارجها، في امتصاص المعروض الكبير، سيقود إلى نتائج سلبية على مستقبل الأسعار في المرحلة القادمة. ودعا الدول المنتجة للنفط للحد من تصدير النفط الخام، والتوجه بقوة نحو تصدير المشتقات النفطية المكررة، وكذلك زيادة الاستثمارات في قطاع البتروكيماويات، لافتا إلى أن الدول المنتجة بحاجة إلى خطة مستقبلية طويلة الأمد لترجمة مثل هذه التوجهات، مبينا أن المملكة تتحرك بقوة بهذا الاتجاه في الوقت الراهن. وتوقع انخفاض أسعار النفط خلال فصل الصيف لمستوى الثلاثينات، مبينا أن الأسواق النفطية كانت على استعداد لاستقبال قرارات اجتماع الدوحة الأخير، لتمهيد الطريق لارتفاع السعر للوصول إلى 50 دولارا للبرميل، مشيرا إلى أن النفط الصخري مرشح للارتفاع في حال ارتفع سعر النفط إلى 50 دولارا للبرميل، خصوصا أن التكلفة الإنتاجية تصل إلى هذه المستويات السعرية. وحول موقف إيران بشأن الالتزام بسقف يناير الماضي، أبان أن إيران ما تزال متمسكة بموقفها الرافض للانخراط في اتفاق تجميد الإنتاج عند مستوى يناير الماضي، وبالتالي فإن الحديث عن انخراطها في اتفاق كهذا في ظل المواقف الحالية يبدو غير ممكن، خصوصا أنها تطالب بعودة إنتاجها لفترة ما قبل العقوبات الاقتصادية، وبالتالي فإن قبولها بإنتاج يناير، يفرض عليها الالتزام بحصة منخفضة من الإنتاج، ما يجعلها متمسكة بموقف الرافض للاتفاق.