يبرهن التاريخ بأحداثه، على أن التغيير الاقتصادي والاجتماعي، يُجابه دوما بالتثبيط وطرح صيغ الاستحالة والتعجيز. منذ بيوت الطين، حيث فتحت الدولة مجال الاقتراض لبناء بيتٍ شامخ بوجه المطر والزمن وعاتيات الرياح بإعاناتٍ من «صندوق التنمية العقاري»، وصولا إلى مشاريع القضاء على الأمّيّة، إلى آخر مشروع حكومي طموح، والبعض يعتبر ذلك ضربا من الخيال. خذ نماذج سنغافورة، ودبي، وكوريا الجنوبية، واليابان، وألمانيا، كلها وضعت رؤى قبل الانطلاق للأهداف، وحققت ما تصبو إليه خلال عقود، فقط، مع الإصرار والمثابرة! الرؤية، والإستراتيجية، هي خطّة، لا تبنى بيومٍ وليلة، وليس هذا دورها، بل تتظافر العوامل والروافد وكل الدعائم لترسيخ الرؤية، ونحت كل المشاريع والمبادرات وأعمال المؤسسات على مقاس تلك الرؤية من تعليم، وترفيه، وقوانين، ومؤسسات قضاء، وأدبيات دعوة، ومؤسسات تثقيف لتنصهر كلها في لبنات بناء المستقبل المأمول. لن نلقي بالا لتعليقات المثبطين، ولا الموجوعين من الحالة الإصلاحية في السعودية، والحيوية الشبابية، يهمنا الجيل القارئ حاليا، أن يكون إيجابيا متفائلا، لكن من دون استعجال أو مبالغة، الرؤية كما قال الأمير محمد بن سلمان هي مسار وليس بالضرورة أن يكون مكللا بالورود. بعض المتنفّعين من الركود والتكلّس سيجرّب أن يعيق، لكن الفارق هذه المرة أن الحالة التنموية بيد صاحب القرار، وبيد الحاكم، ولم يروِ لنا التاريخ أن إستراتيجية إصلاحية تعثّرت والحاكم هو قائدها وربّانها وعرّابها، وقد قيل: إن الله ليزع بالسلطان، ما لا يزع بالقرآن.