أظهر تمرين «رعد الشمال» العسكري، الذي أقيم على أراضي المملكة العربية السعودية في مدينة الملك خالد العسكرية بمحافظة حفر الباطن، والذي يعد الأكبر والأضخم في المنطقة بمشاركة قوات عسكرية من 20 دولة إسلامية، أن هذه الأمة قادرة على جمع شتاتها وتوحيد نفسها أمام كل التحديات والمخاطر، وأنها قادرة بإذن الله تعالى على حماية أمنها وأمن منطقتها بكل اقتدار وقوة، وأن العزيمة والإصرار في نفوس قيادتها مستمرة لإيقاف قوى الشر والإرهاب والتطرف والتي أفسدت أمن المنطقة وعملت على زرع الفتن والاقتتال في كل بقعة أرض تصل إليها الأيادي الخفية والخبيثة. التمرين العسكري الضخم الذي أظهر مدى القوة التي تمتلكها الدول ال20 المشاركة في التمرين، أثبت للعالم أن هذه القوة هي قوة للسلام وقوة للأمن وقوة للتضامن ضد الإرهاب والتطرف والشر، كما قال ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد انتهاء العرض العسكري للقوات المشاركة في تمرين «رعد الشمال» في تغريدة له عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «فخورون هذا اليوم بتضامننا في رعد الشمال وأن يشاهد العالم عزمنا جميعا على ردع قوى الشر والتطرف ومحاربة الإرهاب»، وهي رسالة أوضحت الهدف الرئيسي من إقامة هذا التمرين العسكري وأهدافه وتوجهاته وأن الأمة لديها من القوة والتضامن ما يكفي لهزيمة الشر والإرهاب والتطرف في أي مكان. إن الأثر الكبير الذي تركه تمرين «رعد الشمال» في نفوس أبناء الأمة الإسلامية لا يقدر بثمن؛ وذلك لأن أبناء هذه الأمة عانوا كثيرا من حالة الترهل والانكسار التي لازمت أمتهم على مدى السنوات الماضية، الأمر الذي خلق في نفوسهم شرخا كبيرا من الألم والحزن على واقعها ليأتي «رعد الشمال» ويبرهن أن هذه الأمة قوية بإذن الله تعالى فقد حباها الله قادة أجمعوا على نصرتها ومواجهة كل قوى الشر والإرهاب والتطرف. يذكر أن التمرين العسكري شاركت فيه المملكة، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، البحرين، السنغال، السودان، الكويت، المالديف، المغرب، باكستان، تشاد، تونس، جزر القمر، جيبوتي، سلطنة عمان، قطر، ماليزيا، مصر، موريتانيا، موريشيوس، إضافة إلى قوات درع الجزيرة والذي انطلقت فعالياته في 27 فبراير واختتمت في 11 مارس الماضيين، وكان من أهم محصلات التمرين أنه أسهم في صياغة ملامح أمن دفاعي مشترك للدول المشاركة فيه، كما أنه أقوى رسالة للسلم في المنطقة، وذلك من خلال دوره في تسليط الضوء على حالة توازن القوى في المنطقة، كما أنه فرصة مواتية لإظهار مدى التقدم الكبير في المنظومة الدفاعية، وتأكيد أن قيادات الدول المشاركة تتفق في ضرورة حماية السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أعطى فرصة للقوات العسكرية التقليدية للتدرب على قتال قوات غير نظامية، وهو أحد أهداف التمرين فيما امتدت مسارح وميادين القتال للقوات المشاركة في التمرين على طول 900 كيلومتر من طريف شمالا وحتى مركز الرقعي الحدودي مع دولة الكويت الشقيقة.