الأعمال الغوغائية القبيحة، والتصرفات الهوجاء المشينة والتدخلات السافرة في شؤون الآخرين، دائما ما تودي بمرتكبها إلى التهلكة والعزلة، هذا هو ما حصل لإيران، إذ تمادت في تنفيذ جرائمها النتنة في وضح النهار دون مراعاة لأي مواثيق وعهود وأعراف دولية، استمرت في دعم الإرهاب لتعكير أمن واستقرار المنطقة، وفات عليها أن هناك عقولا لا ترضى الضيم والظلم، فكان لا بد أن تنتفض بقوة لمواجهة الشيطان ومحاصرته وعزله، وهذا ما حصل في القمتين الإسلامية في إسطنبول والخليجية - الأمريكية في الرياض، واتفق قادتها على لجم ملالي طهران وعزلهم عربيا وإسلاميا، بسبب تدخلاتهم القبيحة في المنطقة، واعتداءاتهم على المقار الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، ودعمه لحزب الله وبقية الجماعات الإرهابية. أمام كل هذه الأفعال كان لا بد من الرياض وبقية عواصم دول مجلس التعاون أن تعزز شراكتها مع واشنطن لعزل إيران، ووقف تمددها وهيمنتها على المنطقة، وتدخلها السافر في الدول العربية بشكل مباشر وغير مباشر، ودعمها لحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، كان لا بد من تعزيز عزلة ملالي طهران لمحاولتهم المستمرة زعزعة استقرار دول مجلس التعاون، لاسيما في الكويتوالبحرين. كل هذه التصرفات الاستفزازية الهوجاء كان لا بد أن تواجه بقوة من دول المنطقة، لتصبح طهران معزولة عربيا وإسلاميا وإقليميا وحتى دوليا، فقد أدانت القمة الإسلامية في إسطنبولإيران وحزب الله، فقد تضمن البيان الختامي للقمة الإسلامية، أربعة بنود تنتقد إيران، فقد خص «إعلان إسطنبول»إيران، بالدعوة إلى علاقة قائمة «على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها، وحل الخلافات بالطرق السلمية وفقا لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها»، وأدان الاعتداءات الإيرانية على ممثليتي السعودية الدبلوماسيتين في طهران ومشهد، ورفض تدخل طهران في الشؤون الداخلية للسعودية، وأدان التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة منها البحرين واليمن وسورية والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب، والأهم هو اتهام القمة الإسلامية لإيران، وبشكل صريح، ب«دعم الإرهاب». وتأتي القمة الخليجية - الأمريكية في الرياض لتعزيز عزلة إيران سياسيا، فقد أكد قادة دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدةالأمريكية على «ضرورة اليقظة حيال تصرفات إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة، بما في ذلك برنامجها للصواريخ الباليستية، ودعمها الجماعات الإرهابية مثل حزب الله وغيره من وكلائها المتطرفين في كل من سورية واليمن ولبنان وغيرها»، وتعهدت الولاياتالمتحدة مع دول المجلس بزيادة تبادل المعلومات حول إيران والتهديدات غير التقليدية في المنطقة. وبعد أن أصبح الشيطان معزولا خليجيا وعربيا وإسلاميا، لم يكن أمامه إلا أن يتشبث بالكذب في محاولة منه للخروج من عنق الزجاجة، فأصبح مسؤولوه يطلقون التصريحات الكاذبة هنا وهناك لإنقاذه من الورطة التي أقحم نفسه فيها بسبب تصرفاته الهوجاء، وليتحقق له ذلك ولفك عزلته مطلوب منه احترام القوانين والمواثيق الدولية وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ووقف دعمه للإرهاب والطائفية البغيضة.