نجحت السعودية عبر سياسة الحزم في التعامل مع قضايا المنطقة، وتحديدا التدخلات الإيرانية ومكافحة الإرهاب، في قلب موازين القوى الدولية السياسية والاقتصادية والعسكرية، وباتت الرياض تشكل الوجهة الدولية وبوصلة للعالم، الأمر الذي جعل المجتمع الدولي إلى إعادة حساباته أكثر من مرة. و أجمع الخبراء الأردنيون في تصريحات إلى «عكاظ» أن ظهور القوة الجديدة في المنطقة العربية بقيادة السعودية لمواجهة التدخل والمطامع الإيرانية في اليمن وسورية والعراق ولبنان والبحرين بدأت بالتأثير الفاعل على مجمل السياسات الدولية وخصوصا السياسات الأمريكية التي كانت الرياض تقف لها بالمرصاد وهو الأمر الذي أذهل القوى الدولية. وقال الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أمين مشاقبة، إن بروز الدور السعودي في مجمل قضايا المنطقة وخصوصا، في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب المتنامي في أكثر من دولة عربية أدى إلى تقهقر الدور الأمريكي السياسي والعسكري في المنطقة موضحا أن انعقاد 4 قمم خلال 36 ساعة في الرياض دليل أن الرياض أصبحت بولصة العالم. وأكد أن الدور الذي تقوم به السعودية بقيادتها للتحالفين العربي والإسلامي في مكافحة الإرهاب، إضافة للتقارب العربي والإسلامي والتفافه حول الرياض أدى إلى تغيير النظرة الدولية، لافتا إلى أن الرياض باتت أهم من عواصم القرار الدولي فالنشاط السياسي والقمم بين القادة باتت تلتئم في المملكة وهو ما يشير بوضوح إلى مكانة السعودية في المعادلة السياسية، وأنها صاحبة القول الفصل في المنطقة نظرا للدور الكبير الذي تقوم به في حماية الأمن القومي العربي والإسلامي وتصديها للمد الإيراني في المنطقة. وأشار المحلل السياسي ربحي ناصر إلى أن ما حصل أخيرا، على صعيد التقارب السعودي - المصري والسعودي مع تركيا، يرقى إلى مستوى التحالف في بعض جوانبه بين دول عربية و إسلامية لديها طاقات بشرية واقتصادية وعسكرية كبيرة وتتوزع في حلقة جغرافية حسّاسة. وأضاف «لقد نجحت السعودية في رسم معالم خريطة توزيع قوى جديدة ومؤثرة من شأنها أن تُحدث تبدلات في مجرى الأحداث والأزمات والصراعات الدائرة في المنطقة العربية عموما، وفي الدول التي تشهد حروبا وصراعات تغذيها وتشارك فيها إيران والميليشيات التابعة لها. وقال «إن الولاياتالمتحدةالأمريكية أدركت أهمية التحالفات التي تقودها السعودية سياسيا وعسكريا واقتصاديا، لأنها تحالفات تمكنت الرياض من إعادة القوة للموقفين العربي والإسلامي وفرضت على واشنطن التعامل مع المملكة باعتبارها ندا قوية لها في مناطق نفوذها، الأمر الذي يؤكد أن عملية تغيير الحسابات الأمريكية قد بدأت فعلا. ولفت البرلماني قصي الدميسيالى، أن ظهور هذه القوى الجديدة في المنطقة العربية على هذا النحو وهي تشكل الدول الأساس بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة التدخل والمطامع الإيرانية بالمنطقة العربية وتضع نصب أعينها وضع حد له بشكل حاسم بعد عملية «عاصفة الحزم» باليمن وماحققته حتى الساعة من نتائج مواتية لا بد وأن تؤثر بشكل فاعل على مسار الصراعات في المنطقة.