مع بدء العد التنازلي لختام الموسم الرياضي، ووصول دوريي عبداللطيف جميل والدرجة الأول إلى مرحلة الحصاد في ظل الصراع الذي تشهده فرق المقدمة والمؤخرة، تصاعدت أصوات رؤساء الأندية والرياضيين مطالبة بإسناد ما تبقى من المباريات إلى طواقم تحكيم أجنبية، تخفيفا للاحتقان الإعلامي والجماهيري الذي أصبح سمة الوسط الرياضي في الآونة الأخيرة. وتأتي تلك المطالبات بسبب مخاوف تلك الفرق من تدني كفاءة الحكم المحلي وتأثره بالضغوط الإعلامية والجماهيرية التي عادة ما تمارس عليه ما قد يؤثر على قراراته التحكيمية التي قد تتضرر منها تلك الفرق التي تقاتل من أجل الظفر بكل نقطة في مبارياتها المتبقة. وطالب رؤساء أندية ورياضيون بحضور الحكم الأجنبي في هذا التوقيت، تجنبا للشبهات وحماية للحكم المحلي من الاتهامات والاعتداءات التي تتكرر في أواخر كل موسم. الأجنبي درءاً للشبهات بداية قال رئيس نادي نجران هذيل آل شرمة: أتمنى أن تدار آخر جولات دوري جميل التي يحسم فيها الصعود والهبوط بطواقم تحكيم أجنبية، وذلك لتخفيف الضغط على الحكم المحلي، ودرءا لأي شبهات وهو أمر يؤدي إلى الراحة للأندية. ورأى آل شرمة أن دوري الدرجة الأولى يحتاج لوجود الحكم الأجنبي بشكل كبير، كونه يشهد قوة كبيرة وتنافسا في الصعود والهبوط. المحلي ظلمنا من جانبه أكد رئيس نادي المجزل أحمد العبدالله أهمية وجود الحكم الأجنبي خصوصا في دوري الأولى، والجولات الأخيرة منه، والتي يحسم فيها أمر الفرق الصاعدة لدوري جميل، والفرق الهابطة لدوري الدرجة الثانية. وطالب العبدالله بالحكام الأجانب في المباريات الأخيرة لفريقه، «الذي تعرض إلى ظلم واضح في لقائه مع فريق النادي الوطني في الجولة الماضية، بعد احتساب الحكم ضربة جزاء غير صحيحة لصالح الوطني، إضافة إلى إشهار الكرت الأحمر وطرد لاعبنا، وأشهر كذلك سبعة كروت صفراء ضد لاعبينا». رئيس نادي الباطن ناصر الهويدي، وافق سابقيه الرأي، مؤكدا أن الحكم الأجنبي مطلب كبير هذه الفترة، خصوصا في ظل تدني مستوى الحكم المحلي، «ونحن نطالب بتطوير الحكام المحليين وندعمهم ونساندهم، لكن في هذا التوقيت جميع الأندية تطالب بالحكم الأجنبي، فلماذا نعارض؟». وذكر رئيس نادي الوطني نايف البلوي أن الحكم المحلي لا يزال يحتاج الكثير لتطويره، فالأخطاء تتوالى من مباراة إلى أخرى سواء في دوري جميل أو دوري الدرجة الأولى، وبالحديث عن دوري الأولى فالمباريات من وجهة نظري أقوى بكثير من دوري جميل كون مستويات الفرق متقاربة، والجميع يطمح بالتأهل لدوري جميل، إضافة إلى وجود فرق تصارع للهروب من الهبوط، لذا يجب على لجنة الحكام أن تهتم بدوري الأولى وأن يكون للحكام الأجانب نصيب في الدوري لتطوير الحكم المحلي ولأهمية تواجده في مثل هذه الجولات ابتعادا عن الشبهات والتشكيك ولكي تطمئن الفرق ولا تتحجج بإسطوانة التحكيم التي تتردد بين فترة وأخرى. حق مشروع للأندية ويشير الحكم الدولي مرعي العواجي إلى أن من أبسط حقوق الأندية أن تطالب بحكام أجانب وفق ضوابط لجنة التحكيم التي كفلت لهم ذلك في خمس مباريات، «لكن أتمنى مستقبلا أن يقل العدد وتزداد الثقة بالحكم السعودي». فيما يرى الحكم الدولي السابق عبدالله القحطاني أن الحكم الأجنبي أصبح موضة وهو حق متاح لأندية دوري المحترفين إذا كان ضمن ما كفلته لوائح وأنظمة الاتحاد السعودي لكرة القدم وضمن العدد المتاح لها لجلب الحكم الأجنبي، أما أندية الدرجة الأولى فليس هناك ما يكفل لها هذا الأمر، ما عدا ذلك فهو أمر منوط بالجهة المنظمة للبطولات وهي الاتحاد السعودي لكرة القدم هذا على جانب، «وعلى جانب آخر ورأي شخصي لي لا أجد أي مباراة من مبارياتنا لا يستطيع قيادتها حكم سعودي، فمستوى الحكم المحلي يتوازى مع مستوى مسابقاتنا بل يفوقها في الكثير من الأوقات». وأضاف القحطاني: موضة طلب الحكم الأجنبي أراها لكسب موقف من إدارات بعض الأندية أمام عشاقها ومحبيها وتغطية للكثير من ضعف وإخفاقات العمل في تلك الأندية، ومسايرة للجو العام الذي يسود في فترات معينة من مسابقاتنا الكروية، ولدي يقين أن النادي القوي هو من يستطيع الفوز بأقدام لاعبيه ويتفوق على أخطائه وأخطاء الحكام إن وجدت وعلى قوة الفريق المنافس. أتمنى ألا يذعن الاتحاد السعودي لمثل تلك المطالبات التي بالتالي تؤدي إلى فقد عنصر مهم من عناصر الكرة لقوته وأهميته وهيبته جراء تلك القرارات التي أضرت بالتحكيم السعودي وأفقدته بريقه. وللأندية أقول: البطولات تجلبها قوة فرقكم وليس نوعية الحكام، هناك فرق حصدت البطولات بمستوى لاعبيها وهي لم تحضر أي حكم أجنبي. وأتمنى من الأندية استغلال ما تدفعه على الحكام الأجانب من مبالغ مالية وتوفيرها لكي تساعدهم على الالتزام بدفع التزاماتهم المالية تجاه لاعبيهم والعاملين في تلك الأندية وتجاوز الأزمات المالية التي تقبع داخل هذه الأندية. كما أتمنى أن يتم توفير المبالغ المالية التي تنفق من الاتحاد السعودي على حضور الحكم الأجنبي ويتم بها تطوير الحكم السعودي، فهو الأبقى لهم وهو من يدير كل المسابقات في كل الدرجات.