أكد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن المملكة خطت خطوة جادة باتجاه محاربة الإرهاب واستئصاله، عبر تشكيل التحالف الإسلامي، الذي يضم 39 دولة. وحذر في كلمته لدى افتتاح أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت أمس في مدينة إسطنبول التركية، مما يتعرض له العالم الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية، وإحداث الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، واستخدام الميليشيات المسلحة لزعزعة الأمن والاستقرار لبسط النفوذ والهيمنة، وهو ما يتطلب وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة العالم الإسلامي. وأضاف "الدول الإسلامية مطالبة بمعالجة قضايا الأمة، وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الأزمة السورية بموجب مقررات جنيف1، وقرار مجلس الأمن 2254، ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية، مؤكدا أن المملكة تدعم الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة في الشأن اليمني، لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216". وشدد على أن الواقع يفرض على قادة الدول الإسلامية الوقوف أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب، وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها لإخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فساداً باسم الدين وهو منهم براء. إنصاف 1700 مليون مسلم وكانت القمة الإسلامية الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي انطلقت أمس، بمشاركة قادة ورؤساء وفود أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وكلمة لوزير خارجية مصر، سامح شكري، أعلن فيها تسليم رئاسة المنظمة والقمة إلى تركيا. وأكد شكري في كلمته أن الإرهاب آفة العصر، وهناك ضرورة لتعاون إسلامي جاد للقضاء عليه، وأضاف "استعادة التوازن الدولي بات ضرورة ملحة لعودة الاستقرار العالمي والإقليمي". وعقب تسلم تركيا رئاسة القمة والمنظمة للدورة الحالة، جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، شكره لمصر على جهودها خلال رئاستها للدورة السابقة، مشدداً على أن الطائفية هي أكبر فتنة يواجهها العالم الإسلامي حالياً. وأضاف أن غياب تمثيل 1700 مليون مسلم في مجلس الأمن الدولي غير عادل. إحقاق العدل أشار إردوغان إلى فلسطين التي ترزح تحت الظلم الإسرائيلي، وقال "فلسطين جرح غائر في صدر العالم الإسلامي، ولابد من قيام دولة فلسطين المستقلة من أجل حل القضية". وانتقد الرئيس التركي المعايير المزدوجة للدول الغربية بسبب "المواقف المتناقضة التي تشير إلى ضحايا هجمات باريس وبروكسل، ولا تأتي على ذكر ضحايا هجمات أنقرةوإسطنبول ولاهور"، داعياً الدول الإسلامية إلى الاعتماد على جهودها الذاتية، وعدم انتظار المساعدة من الغير في حل مشاكلها. قمة جامبيا أكد رئيس منظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، في كلمته في الافتتاح، في دعم جهود التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن والحل السياسي، كذلك دعم جهود مكافحة الإرهاب في الدول العربية والإسلامية. وشدد مدني على أن شعوب العالم الإسلامي تعلق آمالاً عريضة على أن تتوصل هذه القمة إلى نتائج تعزز من مسيرة التضامن الإسلامي في مواجهة تحديات المرحلة. وتتطلع في هذا الصدد إلى اعتماد خطة عشرية إستراتيجية جديدة للفترة من 2015 - 2025 تتضمن أولويات محددة وآليات للتنفيذ والقياس. وقال إن الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية ستنعقد في غامبيا عام 2018، وأن المجتمعين في هذه القمة سيناقشون على مدى يومين ملفات الإسلاموفوبيا، والوضع الإنساني في العالم الإسلامي.