من الواضح جدا أن بعض الإعلاميين المصريين أقسموا أن يوقفوا حياتهم وبرامجهم وأكلهم وشربهم ونومهم ويقظتهم على الإساءة للسعودية بغض النظر عن الأسباب أو الموضوع أو وجاهة وعدم وجاهة ما يطرحون. المهم أن ينالوا من السعودية لترتاح نفوسهم أو ربما، أقول ربما، ليرضى من استأجرهم لهذه المهمة الدائمة. في النهار يوم الأربعاء الماضي اجتمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبجواره وزيرا الدفاع والخارجية ورئيس المخابرات المصرية العامة وأساتذة قانون دولي وشرحوا بالأدلة والوثائق أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان بما لا يدع مجالا للشك، وأن الاتفاقية، على كل حال، ستحال إلى مجلس النواب للتدقيق والمصادقة أو عدم المصادقة عليها. في الليل ذلك اليوم، مثل الخفافيش، خرج هؤلاء الإعلاميون ليقولوا إن كل المسؤولين الذين اجتمعوا حول تلك الطاولة لا قيمة لكلامهم وآرائهم، وأن ما يجب أن يسمع هو صوتهم فقط، أي صوت ماكينة الإساءة للسعودية عمال على بطال.!! الغريب أن هؤلاء الإعلاميين، المتعاطين لمخدرات كره السعودية، لا تهمهم مصر نفسها ولا المصريون أنفسهم، إذ حتى لو أنهم رأوا رأي العين أن ارتباط مصر بالسعودية، من أجل الاستقرار الأمني والعافية الاقتصادية، هو ارتباط حتمي وحيوي، تجدهم يبحثون عن كل ما يهدم ويفكك هذا الارتباط بغض النظر عن الخسائر الأمنية والاقتصادية على الجانب المصري، وبغض النظر عن ضرورات الالتقاء السعودي - المصري من أجل صالح البلدين وصالح الأمن القومي العربي. أجندة الكُرْه التي يحملها هؤلاء تجعلهم يعمون عن الدور السعودي والخليجي في مساعدتهم للخلاص من فترة حكم الإخوان التي لو قدر لها أن تستمر لأصبحت مصر سورية أو ليبيا أخرى في المنطقة. وتجعلهم يعمون أو يتعامون عن دخول إيران ودول أخرى من بوابات عربية كثيرة لتقوض استقرار المنطقة واستهداف مصر والسعودية على طريق هذا التقويض. غير ذلك يُعمي الكره والحقد هؤلاء عن حقيقة صارخة وهي (القصدية) في تخريب علاقات مصر بأفضل أصدقائها الدوليين والإقليميين مثل روسيا في حادثة الطائرة وإيطاليا في حادثة ريجيني والآن السعودية في موضوع عودة جزرها إليها بعد إدارة مصرية مشكورة لها لعدة عقود. إنه لمن المحزن، إن كان الحزن ينفع، أن يبني الإعلامي مجده الذاتي المحض أو يوظف برنامجه أو قلمه لغايات شخصية بحتة غاضا النظر عن ما يترتب على ارتكاباته الإعلامية من نتائج سيئة على بلده وشعبها. وهذه هي حال بعض الإعلاميين المصريين الآن في تعاطيهم مع كل ما هو سعودي - مصري وليست تيران وصنافير أول مواضيع هذا التعاطي الإعلامي ولن تكون آخرها، طالما أن بعض الإعلاميين المصريين أوقفوا حياتهم على كره المملكة وطالما أنها لا تهمهم مصلحة مصر والمصريين.