نجحت القمة الإسلامية التي اختتمت أعمالها أمس (الجمعة) في عزل إيران عن المحيط الإسلامي، ووضعتها في موقف المساءلة والإدانة والاستنكار، بسبب تدخلاتها في شؤون بعض الدول العربية. واعتمدت القمة البيان الختامي الذي تضمن إدانة استمرار دعم إيران للإرهاب، وإدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للبحرين واليمن وسورية والعراق والصومال، كما أدان البيان الاعتداءات الإيرانية على البعثات السعودية في طهران ومشهد. هذه المواقف القوية من قمة منظمة التعاون الإسلامي دفعت الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى التواري عن الأنظار والتغيب عن حضور الجلسة الختامية وتحججه بمزاعم واهية، إذ حضر بدلا منه نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وأجمع مراقبون سياسيون أن أفعال إيران وسلوكياتها العدوانية في المنطقة جعلتها معزولة خليجيا وعربيا وإسلاميا. ولفتوا إلى أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في الجلسة الافتتاحية للقمة في وجود روحاني وضع زعماء الأمة الإسلامية أمام سياسة إيران العدوانية وتدخلاتها السافرة في شؤون عدد من الدول العربية والخليجية وهو الأمر الذي ساهم في حدوث إجماع إسلامي ضد إيران التي أصبحت معزولة وتجر أذيال الخيبة بسبب سياستها العدوانية الطائفية والإرهابية . ويؤكد هؤلاء أن أحد أبرز نجاحات القمة الإسلامية تمثل في تحقيق اختراق إيجابي بالإجماع في فضح ممارسات طهران أمام قادة الأمة الإسلاميةً. واستذكر المراقبون قول الملك سلمان في كلمته في حضور روحاني «إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لزعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة، يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي». وقد أجمعت الدول الإسلامية بشكل غير مسبوق على التنديد بإيران في حضور رئيس النظام حسن روحاني الذي لم يستطع مواجهة قادة الأمةً وهرب من الجلسة الختامية، ما أدخل بلاده في عزلة إسلامية بعد العزلة العربية والخليجية بسبب سياساتها الطائفية البغيضة واستمرار تدخلاتها في الشؤون العربية والخليجية وحرصها على نشر وتمدد الفكر الطائفي ودعم حواضن الإرهاب وميليشيات الفتنة والقتل والتدمير. اليوم تدفع إيران ثمن هذه السياسات العنصرية الطائفية التي تسعى من ورائها إلى بث الفرقة والانقسام وإثارة الفتن والنعرات الطائفية.