من خلال قمة قادة دول منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول أمس، وجهت القيادة السعودية رسائل عديدة ووصفة علاج لأوضاع المنطقة، كما وصلت رسائل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرافضة للتدخلات في دول المنطقة. وانعكست قوة الرسالة عندما تجاهل الملك سلمان الرئيس الإيراني حسن روحاني، نظرا لتورط بلاده في دعم استمرارية الصراع والاقتتال في المنطقة. وفي الوقت الذي ترقب صحفيون «القمة الإسلامية» التي جمعت بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الإيراني بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على سحب السعودية فريقها الدبلوماسي من الأراضي الإيرانية عقب تعرض سفارتها وقنصليتها للتخريب والاقتحام، جاء جوهر القمة في كلمة الملك السعودي، إذ ندد بالإرهاب والتدخلات التي وصفها ب«السافرة» في دول المنطقة، في إشارة واضحة إلى مزعزعي الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال الملك سلمان بوضوح إن «ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات، تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا ولغرض بسط النفوذ والهيمنة، يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي». وبدا على «القمة الإسلامية» التنديد بالتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة عبر دعم الميليشيات، ومحاولة بسط النفوذ على الدول الإسلامية، حتى أن وسائل إعلام تركية أشارت إلى أن مسودة البيان الختامي والتي من المنتظر أن يعتمدها زعماء دول المنظمة (اليوم) دعت إيران إلى تكوين علاقة حسن جوار مع الدول الإسلامية، في الوقت الذي دعا البيان إلى مساندة التحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده الرياض. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا كبيرا مع القمة ظهرت في تجاهل الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس الإيراني عند التقاط الصورة الختامية للزعماء، وهو عرف بروتوكولي في القمم السياسية والاقتصادية في دول العالم، وتناول مغردون لقطات «الصد السعودي»، مشيرين إلى أنها تعكس الدور السلبي الذي تلعبه إيران في المنطقة.