علقت الدراسة في مدارس جازان، كذلك الجامعة، بسبب الحالة المطرية التي تشهدها المنطقة حاليا في محافظاتها وقراها كاملة، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي وخدمة الاتصالات في بعض المراكز والقرى لفترات طويلة خصوصا المناطق الجبلية، في وقت أضحت الشوارع والطرقات بحيرات تهدد حياة المارة. كما احتجز أهالي بعض القرى والهجر في جبال الداير بني مالك وصبيا والريث، وتحولت الطرق والعقبات الجبلية إلى مجار للسيول التي جرفت الأتربة والصخور وأعاقت الحركة المرورية، ونجا عدد من الأشخاص جرفتهم السيول من مصير مجهول. حاصرت السيول المتدافعة في واديي صبيا والظبية قريتي الغراء والهجارية وما جاورهما، حيث عاش أهالي الظبية وعكاش والباطنة والرافعي حالة من القلق والخوف بسبب جريان وادي صبيا رغم وجود حاجز ترابي لا يعد كافيا لحمايتهم لعدم توفر مشروع الحماية من أخطار السيول وكذلك عدم ارتفاع السد الترابي على مستوى الوادي. كما عزلت السيول قرى مشلحة والهيجه والوجيه وطناطن والغريف والسبتاء والأصناع والقحمة والمبروق والفشعة والردمة والقنبرة والمقبص والمنتزه، إضافة إلى عدد من القرى التي يحدها من الجنوب وادي أبو حتاره الذي يقطع 14 قرية عن الخدمات عند نزول السيول ومن الشرق وادي الدارة ومن الشمال والغرب وادي وساع والذي يشق قريتي مشلحه والوجيه واللتين تعاني مداخلهما من عدم توفر الجسور والعبارات التي تحمي السكان، كما تشق مجاري الأودية القرى بدون أدنى تعبيد للطرق ومراعاة لظروف الطقس. وشهدت أودية الفطيحة، صبيا، الظبية، غوان، شهدان، وساع جريانا لسيول جارفة استنفرت معها الجهات الحكومية للتحذير من السيول المنقولة القادمة من أعالي الأودية، بينما انتشرت دوريات السلامة في الميدان نظرا لتوقف الحركة المرورية بين عدد من القرى الجبلية خصوصا في جبال الريث والداير والعارضة. اندفع السيل في وادي بيش صباح أمس الخميس بكل قوته مما تسبب في قطع الطريق الدولي الرابط بين منطقتي جازان وأبها، وعزل عددا من قرى المحافظة ومركز العالية أثناء مداهمته وعبوره للطريق الرابط ما بين قرى المركز ومحافظتي بيش وصبيا، مما أعاق الأهالي وشل حركة وصولهم إلى المستشفيات والدوائر الحكومية لساعات عدة، وسط مطالبة بإنشاء كوبري للعبور، حيث تتعرض قرى السلامة العليا والنقاش والسلامة السفلى والخضراء لخطر السيول في كل موسم أمطار بسبب وقوعها بجوار مجرى الوادي الأمر الذي يجعل الأهالي وعابري الطريق في المغامرة ومخالفة تحذيرات الدفاع المدني بالعبور معرضين بذلك حياتهم وحياة المرافقين معهم في ظل غياب العبارات والكباري. فيما استنجد عدد من سكان أحياء بيش بصهاريج الشفط على حسابهم الخاص لتقليل كميات المياه التي تضررت منها منازلهم، في ظل تجاهل البلدية الاستجابة لنداءاتهم، خصوصا أنها كانت سببا مباشرا في ذلك من خلال إغلاق فتحات تصريف الأمطار من عملية السفلتة التي قامت بها البلدية أخيرا بالحي. قالت شركة الكهرباء إن فرق الطوارئ جاهزة لأي أعطال ناتجة عن سوء الأحوال الجوية بجازان، مبينة إصلاح بعض الأعطال المحدودة خلال وقت قياسي، وأشارت إلى أن العواصف والأمطار الغزيرة تسببت في الأعطال فيما تبذل فرقها قصارى جهدها لتقديم خدمة كهربائية ذات موثوقية عالية، وأنها مدربة على أعلى مستوى للتعامل مع الأعطال الطارئة خلال الظروف الجوية السيئة. المتحدث باسم مدني جازان الرائد يحيى القحطاني، أشار إلى إنقاذ 18 شخصا بينهم عائلة وإصابة فردين من الدفاع المدني أثناء قيامهما بعمليات الإنقاذ، بينما توفي عاملان من الجنسية الباكستانية أحدهما في عقبة الصلالة بجبال الحشر والآخر في أبو عريش، بينما يتم تمشيط أودية العيدابي وصبيا بحثا عن ثلاثة مفقودين جرفتهم السيول. كما تضررت بعض المحلات التجارية وتساقطت الصخور مما أدى إلى إغلاق خمسة طرق في الداير بني مالك وتم التنسيق مع الجهات المختصة لفتح تلك الطرق. وبين أن الفرق باشرت سقوط زجاج نافذة مدرسة الجهو الابتدائية للبنين وتم إخلاء الطلاب دون حدوث أي إصابات، وكذلك سقوط جدار بمركز الرعاية الأولية بالجهو وتم إخلاء المركز دون حدوث أي إصابات، ومباشرة سقوط أشجار على عدد من المركبات دون إصابات، بينما باشرت الفرق دخول المياه إلى عدد من المنازل في الشقيري والجهو والقائم والمشوف وتم التنسيق مع الجهات المختصة لشفط المياه، بينما تضررت منازل 20 أسرة.