فيما تتجه أنظار العالم إلى قمة دول منظمة التعاون الإسلامي، عبر خبراء ومحللون سياسيون عن تطلعاتهم لقرارات ترقى إلى مستوى التحديات التى يواجهها العالم الإسلامي. ورأوا في تصريحات إلى «عكاظ» أن القمة تكتسب أهمية كبرى نظرا للقضايا الحيوية المطروحة على جدول أعمالها. وقال الدكتور مدحت حماد، الخبير في الشؤون الإيرانية، رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والتنموية: إن انعقاد القمة تحت شعار (الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام) يؤكد وعي قادة منظمة المؤتمر الإسلامي بأهمية العمل على تحقيق الوحدة ونبذ الخلافات والصراعات التي أهدرت الدماء ودمرت عددا من الدول العربية تحت وطأة الإرهاب والتدخلات الخارجية خاصة التدخلات الإيرانية الواضحة في اليمن ولبنان وسورية. وأعرب عن تفاؤله بنجاح القمة في اتخاذ قرارات حاسمة حيال العديد من القضايا الشائكة في العالم الإسلامي وفي مقدمتها قضايا فلسطين، سورية، اليمن، ليبيا، أفغانستان، الصومال، مالي وغيرها من الدول التي تشهد صراعات ونزاعات مسلحة تهدد أمن وسلامة شعوبها. أهمية قصوى كما رأى النائب البرلماني خالد شعبان عضو ائتلاف (25 30) أن قمة أسطنبول تكتسب أهمية قصوى في ظل استمرار ما يعانيه العالم الإسلامي من تمزق وتفتت وإهدار للدماء، الأمر الذي يستدعي فتح الآفاق لإزالة الخلافات بين الدول والسعي لإحلال الأمن والسلم بها حماية لأرواح الأبرياء من السكان. وتمنى نجاح القمة في تذويب الخلافات بين العالم الإسلامي لاستعادة السلام بين شعوبه. وقال إن القمة الإسلامية مطالبة بوضع آليات للتعاون الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن من شأن ربط العالم الإسلامي بمصالح اقتصادية متبادلة أن يخفف حدة التوترات السياسية ويحل العديد من المشكلات السياسية المعقدة. من جانبه، عبر الدكتور محمد السعدني أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة عن أمله في أن يتخذ قادة العالم الإسلامي في القمة قرارات تنهض بالعمل الإسلامي خاصة في ما يتعلق بإجماع قادة العالم الإسلامي على التعاون على مكافحة الإرهاب والتطرف، وسبل معالجة ظاهرة (الإسلاموفوبيا). كما تمنى أن تتوصل القمة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين أقطار العالم الإسلامي للقضاء على الفقر وتنمية التعليم الذي بدروه يقضي على الارهاب. ملفات مهمة وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير هاني خلاف، أن القمة الإسلامية تأتي في ظروف غاية في الخطورة تمر بها الدول الإسلامية. وطالب بتسليط الضوء على عدد من الملفات والقضايا المهمة، التي منها الإرهاب وتجفيف القنوات الداعمة للجماعات الإرهابية. كما طالب بإصدار بيان موحد يحدد الموقف الرسمي من الانتهاكات الإسرائيلية في القدس. وشدد على ضرورة مؤازرة الشعب السوري، الذي يتعرض لهجمة شرسة من قبل نظام بشار الأسد لتجنيب سورية وشعبها صراعا يدفع ثمنه الجميع. وأوضح الدكتور محمد عبدالقادر، الخبير في الشأن التركي الإستراتيجي والباحث في العلاقات التركية العربية، أن قمة أسطنبول تأتي في وقت حرج وحساس يتطلب معالجة موضوعية للقضايا الملحة، التي منها ضرورة النهوض بالعمل الإسلامي المشترك، والارتقاء بالدور المنوط بالمنظمة على الساحتين الإقليمية والدولية لافتا إلى أن القمة فرصة لبحث ومواجهة التحديات التي تواجه دول الأمة الإسلامية، ومناقشة المستجدات على الساحة الإسلامية. وقال إن الأمة تعلق أمالا كبيرة على نتائج تلك القمة الإسلامية، متوقعا أن تناقش الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، ونزع السلاح وحقوق الإنسان، والوضع الإنساني في عدد من الدول الاسلامية، والتعاون التجاري والاقتصادي. وشدد على أهمية تفعيل العمل الإسلامي المشترك للنهوض بأمتنا الاسلامية. تفعيل التحالف بينما أعرب الدكتور الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة قناة السويس عن أمله في أن تتبنى القمة ملفات المصالحة العربية والإسلامية، وتوحيد المواقف السياسية والاقتصادية إزاء دول العالم الإسلامي، وكذلك الموقف العربي والإسلامي من إيران وسياستها في المنطقة، خاصة ما يحدث في اليمن ولبنان، ومناقشة القضية السورية، وما يحدث في العراق من جرائم يرتكبها تنظيم (داعش). وأشار إلى أهمية أن تناقش القمة تفعيل التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب.