كشف البروفيسور موسى بن مصطفى العبيدان الباحث والأكاديمي المعروف ل«عكاظ»، أن جزيرة «تيران» أو «تاران» كان يسكنها بنو جدان وهم بطن من قبيلة لخم القحطانية العربية المعروفة. وأوضح أن بني جدان اللخميين تركوا جزيرة تيران بعد القرن السابع الهجري، وارتحلوا إلى مصر ونزلوا في البر الواقع شرقي صعيد مصر من دير الحميرة إلى ترعة صول، مضيفا أن تيران تعني نوعا من من طيور البحر، ولذلك يكون لفظ «نسا» مرادفا ل«تيران» ويذكر «أرتميدورس» أن «تيران» تسمى «الفوكون» وتعني عجل البحر، وهي الجزيرة ذاتها التي أسماها أجاثا رشيد «جزيرة الطيور» وأطلق عليها «بطليموس» جزيرة «أينو». وزاد: «إن الجغرافيين اليونانيين اهتموا بشاطئ شمال الحجاز وجزره وواحاته، وكان ل«تاران» ذكر في كتبهم رغم اختلاف التسميات، وتمكن امرؤ القيس في القرن الخامس الميلادي من امتلاك جزيرة «ايوتابا» وهي «تيران»، واستولى عليها بعد طرد الرومان منها، إلا أنهم استعادوها منه عام 490، ولا توجد إشارة صريحة تفيد عن أول من سكن «تيران» قبل الميلاد، ولكن يفهم من قول «أرتيميدورس» أن الأنباط كانوا يسكنون الجزر الواقعة إلى الجنوب الشرقي من خليج العقبة ومنها «تيران»، وبعد سقوط دولة الأنباط على يد الرومان أقاموا في جزيرة «تيران» وكان يعيش عليها عدد قليل من التجار، وعندما خلف البيزنطيون حكومة روما انتقلت إلى سيطرتهم الجزر التي كانت بيد الرومان وهي «تيران ويبعا ويبوع وبزقان واتخذها البيزنطيون لجباية المكوس من أصحاب السفن، وأوجدو فيها حاميات لحماية البحر من القراصنة». وأضاف العبيدان أن جزيرة «صنافر» لم يرد لها ذكر في كتب الجغرافيين اليونانيين سوى إشارة إلى جزيرة «ديا» ويحتمل أن تكون هي «صنافر»، أما الجغرافيين العرب فقد ألمحوا في كتبهم إلى «تيران وصنافر» تارة بالاسم الصريح وتارة يستعملون لفظ «جبيلان وجبيلات» ويقصدون «تيران وصنافر» أو الجزر بصفة عامة، يقول المقدسي في كتابه «أحسن التقاسيم»: جبيلان موضع غرق فرعون وهي لجة القلزم «السويس»، أما ياقوت الحموي في كتابه «معجم البلدان» والقزويني في كتابه «عجائب المخلوقات» فقد ذكرا أن تيران سكنها قوم من بني «جدان»، وبين القلقشندي في كتابه «نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب» أن بني «جدان» بطن من قبيلة لخم من القحطانية وهم يعيشون على صيد السمك وليس لهم زرع ولا ضرع ولا ماء عذب ومساكنهم السفن المحطمة ويبحثون عن الماء العذب ممن يمر بهم من أهل السفن، وربما عاشوا أيام دون أن يمر بهم إنسان، وما حملهم على الإقامة في هذه الجزيرة القاحلة حب الوطن على حد زعمهم، وربما رست السفن العابرة في «تيران» ويطلق البحارة على هذا المرسى مرسى بني جدان نسبة إلى هؤلاء القوم قبيلة لخم. واختتم العبيدان قائلا «إن (صنافر) جزيرة صغيره تقع شمال مدخل خليج العقبة وشرقي جزيرة تيران وجنوب شرق رأس الشيخ حميد، ويفصل تيران وصنافر خور ضيق وهما تابعتان للمملكة العربية السعودية».