كشف عدد من الإستراتيجيين في مصر تحدثت إليهم «عكاظ» حقائق مهمة حول جزيرتي تيران وصنافير تفند المزاعم التي أثيرت حول موقف مصر منها، وحقيقة أنهما جزيرتان سعوديتان. يقول مدير كلية الدفاع الوطني السابق اللواء الدكتور محمد الغباري إن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتا الأصل.. وأرجع الغباري خضوع الجزيرتين لإشراف مصر طوال عدة عقود إلى أن المملكة أبلغت الهيئة العامة للأمم المتحدة أن الجزيرتين تحت إشراف الإدارة المصرية، لعدم وجود قوات بحرية تابعة للسعودية في هذا التوقيت. لافتا إلى أن الحديث عن «صنافير» و«تيران» لا بد أن يخضع للاتفاقيات الموقعة بين البلدين بعيدا عن التكهنات. واتفق معه في الرأي أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد مجاهد الزيات، مؤكدا أن المملكة سلمت الجزيرتين اللتين تقعان فى مياهها الإقليمية لمصر بعد حرب 1948 خوفا من استيلاء إسرائيل عليهما. وأوضح أن إعادة ترسيم الحدود بين البلدين ستشمل منطقة طويلة عند مضائق تيران، والممر البحري عند سيناء سيتم تقسيمه بخط بحري وهمي بين البلدين، وهذه المنطقة التي ستشهد بناء الجسر البري بين البلدين. وشدد على ضرورة استكمال بناء الجسر بشبكة طرق حديثة في شبه جزيرة سيناء تكون شريانا للتجارة بين قارتي آسيا وأفريقيا. بدوره أوضح الخبير الإستراتيجي والعسكري اللواء مختار قنديل ل«عكاظ» أن المملكة طلبت في الماضي من القوات المسلحة المصرية تأمين جزيرتي صنافير وتيران، ولا يزال هناك بعض القوات المصرية تؤمنها. لافتا إلى أنه بعد إنشاء جسر الملك سلمان سيستدعي ذلك وجود قوات سعودية مصرية لتأمين الجسر. مضيفا: «الجسر يستدعي تأمينا عسكريا قويا خوفا من العناصر الإرهابية». وأكد الخبير الإستراتيجي والعسكري أن هذا الجسر الذي سيرتفع عن المياه بنحو 100 متر وسيكون على جزءين سيسمح بمرور السفن من أسفله دون أدنى مشاكل، ويعد طفرة في العلاقات بين المشرق والمغرب العربي، كما أن الجزيرة ليس بها أي موارد وستكون عبئا على من يتولى حمايتها والدفاع عنها. وأكد رئيس جهاز استطلاع القوات البحرية خلال حرب أكتوبر اللواء يسري قنديل أن المملكة من الدول العربية الكبرى التي تقف دائما مع مصر في كل أزماتها السياسية والاقتصادية. مضيفا: «بعد حرب 1948 وخشية من سيطرة إسرائيل على الجزيرتين، أسند الملك عبدالعزيز السيادة على الجزيرتين لمصر، لكنهما في الأصل جزيرتان سعوديتان وحان الوقت لعودتهما مرة أخرى». ولفت الخبير في الشؤون العسكرية اللواء بحري محمود متولي إلى أن المحاولات الفاشلة من قبل قوى الشر لن تؤثر على المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين، ولن توقف ضخ الاستثمارات السعودية في مصر. مضيفا أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى مصر بناء على دعوة من أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي أزعجت الأعداء وأعادتهم إلى جحورهم. «وأفادت وثائق رسمية - حصلت «عكاظ» على نسخة منها - أن المملكة نسقت مع مصر لوضع الجزيرتين تحت الإدارة المصرية 1950 لتعزيز الموقف العسكري العربي في مواجهة الكيان الصهيوني وتقوية الدفاعات المصرية في سيناء. وكشفت الوثائق أن السعودية طلبت عودة الجزيرتين في 1989 بعد انتهاء أسباب الإعارة، ووزارة الخارجية أعدت دراسة فنية لتقييم الموقف».