نجحت «عكاظ» في الوصول إلى المكالمة الأخيرة التي أجراها ضحية حفرة الرحيلي مع غرفة عمليات الدفاع المدني حيث أبلغ عن سقوطه، محددا الموقع بالتفصيل قبل أن ينطق الشهادتين مرات عدة وهو الأمر الذي يلمح إلى أن المياه بدأت تتسرب إلى داخل السيارة ثم انقطع الاتصال. رجال الدفاع المدني عاودوا الاتصال وظل الهاتف يرن بلا إجابة ثم توقف الهاتف نهائيا. وأشار المتحدث باسم الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان إلى أنه عند وقوع بعض الحوادث تظهر اجتهادات وهو ما حدث في واقعة حفرة الرحيلي. مضيفا أن تلك الاجتهادات لا تبنى على حقائق. مشيرا إلى أن الجهات المعنية وضعت تنظيما يخدم الإعلام من خلال متحدث في القطاعات كافة، كما أنشأت مواقع رسمية. وأضاف أن الدفاع المدني يعمل بكل شفافية في نقل المعلومات لوسائل الإعلام، وما تم تداوله عن الشاب الغامدي في اتصاله بمركز التحكم والتوجيه لا يعلمه إلا مركز التحكم والتوجيه. وكشف العقيد سرحان أن البلاغ المدون يؤكد ورود البلاغ في الساعة 5:36 دقيقة من صباح الجمعة وكان من نفس الشاب وتم تحديد الموقع، وبعد 28 ثانية من البلاغ أعطى مركز التحكم والتوجيه الإشارة للفرق بالتحرك وصدرت توجيهات من مركز التحكم بتحطيم الزجاج، واتضح من خلال المكالمة أن السيارة هوت في الحفرية ولم تكن عالقة كما تداولت بعض المواقع والصحف. وأضاف المتحدث أن المكالمة مع الشاب استمرت قرابة ثلاث دقائق و40 ثانية ونطق الشهادة في منتصف المكالمة، ثم انقطع الاتصال وعاود مركز التحكم الاتصال بالرقم إلا أنه لم يستجب، وبعد لحظات عاود المركز الاتصال بالرقم وجاء الرد بأنه لا يمكن الاتصال على الرقم. وأكد المتحدث أن فرق الدفاع المدني وصلت إلى الموقع بعد أربع دقائق من تحريكها. من جهته، توعد والد محمد الغامدي ضحية حفرة الصرف الصحي في الرحيلي بملاحقة من تسببوا في وفاة نجله. وأبلغ «عكاظ» أمس أنه لا يتردد في ملاحقة كافة الجهات التي يراها مقصرة وتسببت في الفاجعة. وقال: «الحمد الله على ما أصابني، إنه قضاء الله وقدره لملمت جراحي، لكن الإهمال كان واضحا، فالمشروع متأخر منذ سنوات ولم تفلح كل محاولات أهالي الحي في تحريك الجهة المختصة لكي تلزم الشركة بإنهائه». «الدفاع المدني»: حقنَّا الغواصين بإبر «تيتانوس» لمقاومة المياه القذرة تلقى فريق الغوص المشارك في انتشال جثة الشاب أكثر من 28 حقنة «تيتانوس»، وأخرى مكافحة للأمراض المايكروبية بعد تعرضهم لمياه آسنة طوال ست ساعات بحثا عن الغريق في حفرة الرحيلي الذي هوى بسيارته في عمق 35 مترا. وكانت فرق الدفاع المدني استعانت بفريق الإنقاذ المائي الذي واجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى موقع الجثة نظرا لوجود مياه صرف صحي محملة بالمايكروبات وغازات سامة، شكلت خطورة على حياة الغواصين الذين بلغ عددهم 14 غواصا. وأبلغ مدير الدفاع المدني في جدة العميد غازي الغامدي أن الفرق أمضت نحو ست ساعات في البحث عن الجثة بسبب المياه الآسنة التي شكلت معوقات كبيرة أمام الفرق نظرا لاحتوائها على سموم ومايكروبات استدعى تحويل كافة الغواصين بعد إتمام مهمتهم بالعثور على جثة الشاب إلى مجمع الملك عبدالله الطبي للخضوع إلى حقن «التيتانوس» خشية المضاعفات التي قد يتعرضون لها في الغوص لعمق قارب بناية من سبعة طوابق. مقاول حفرة الموت عوقب في وقت سابق علمت «عكاظ» أن شركة المياه الوطنية أقرت في وقت سابق عقوبات مالية على مقاول حفرة مشروع الصرف الصحي التي ابتلعت الشاب. يذكر أن المقاول كان قد شرع في أعمال الحفر منذ ست سنوات ماضية، غير أن العمل توقف منذ سنتين رغم مناشدات أهالي الحي بإغلاقها وإنهاء المشروع لما تشكله من خطورة حقيقية. وأوضح الأديب سعيد السريحي الذي يسكن في ذات الحي، أن مقاول المشروع غاب عن الحي منذ فترة طويلة، ولم يعد يشاهد معداته، فظلت هذه الحفرة المليئة بالمياه الآسنة مصدرا خصبا للأمراض والبعوض، كما زاحمت عابري الطرق ولم تتحرك أي جهة لإنهاء التأخير في مشروع حيوي تحول إلى مصيدة للأرواح. وأشار السريحي ل «عكاظ» إلى أن مقاول المشروع اكتفى بوضع حواجز أسمنتية عالية حول خزانات أرضية معبأة بمياه الصرف وتركها مفتوحة. أما عبدالمنعم الشهري أحد سكان حي طيبة (الرحيلي سابقا) فتحدث عن كثرة الحفر في الحي، وسبق للسكان إبلاغ الأمانة، فردت بأن الحفر لا تتبع لها، وطلبت من الأهالي مراجعة شركة المياه التي لم تتحرك لمعالجة الخطر.