تحظى المملكة العربية السعودية باهتمام الدول الغربية على المستويات كافة، في ظل التغيرات التي تعصف بالمنطقة وتأثيرها على مصالح تلك الدول. وقد فرض الدور السياسي والأمني الذي تلعبه الرياض على الدول أن تكون على تواصل دائم مع المملكة وأن تستمع لوجهة نظرها حيال تلك المتغيرات. وبدت وجهات النظر في الآونة الأخيرة أكثر تطابقا بين المملكة والدول الغربية، وخصوصا فرنسا التي تتبنى جانبا كبيرا من وجهة نظر السياسة السعودية على المستويين الإقليمي والدولي. ويرى الخبير في العلاقات الدولية والمستشار في الإستراتيجيات الدولية بباريس، آلان كورفييه، أن دور المملكة العربية السعودية في السياسات والإستراتيجيات الإقليمية والدولية أصبح مهما ولا مناص منه من أجل خلق توازن بالمنطقة. ويضيف أن المملكة اعتمدت في السنوات الأخيرة إستراتيجية مغايرة، دفعت من خلالها الدول الغربية لإعادة النظر في سياستها تجاهها ومحاولة الغرب التقرب من دولة ترى فيها الحليف القوي والإستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط. وأكد كورفييه أن المملكة نجحت في إقناع أوروبا بسياستها في فرض التوازنات الإقليمية ومن ثمة جعل الخيارات الأمنية أولوية، وفي هذا الإطار عمدت المملكة لإنشاء تكتلات تراعي المصالح الأمنية والاقتصادية لكل الدول في العالم. وفق سياسة تتميز بالحزم والحسم حيال أمن المنطقة التي أصبحت موسومة بفوضى واضطرابات تهدد أمن كل الدول. فيما يبين الخبير والباحث في الإستراتيجيات الأمنية في جامعة بروكسل، ديريه لوروي أن المملكة أصبحت تشكل عامل توازن في المنطقة، وهذا الأمر تفهمته الدول الغربية وبدأت تقترب أكثر من المملكة، خصوصا في ظل الزيارات المتبادلة بين الفرنسيين والسعوديين، معتبرا أن المملكة أثبتت جدارتها كدولة رائدة وقيادية في المنطقة وسط الاضطرابات المحيطة بها من اليمن والعراق، فضلا عن التدخلات الإيرانية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار. أما مدير الدائرة السياسية للمقارنة للجامعة الأمريكيةبباريس هال جاردنر أشار إلى أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية بغض النظر على أنها اتسمت في وقت سابق بالحذر من الجانبين، إلا أن المملكة استطاعت أن تقرب وجهات النظر حول بعض القضايا، كما تمكنت من توحيد الآراء حول المسائل الاقتصادية والأمنية مع الدول الأوروبية وخصوصا الفرنسية. ويرى الخبير في الاقتصاد النفطي لو لوش، أن الحديث عن دور المملكة إقليميا ودوليا مهم بالنظر إلى الدور الذي أصبحت تلعبه المملكة في العالم بأسره والدليل أن وجودها كلاعب محوري في سوق النفط العالمي يؤكد دورها التاريخي داخل الأوبك ودورها الحالي في صنع إستراتيجيات عالمية.