في الوقت الذي طرح الكتاب السعوديون، خلال فعالية ملتقاهم الثاني الذي نظمه النادي الأدبي في المنطقة الشرقية أمس، عديدا من الأسئلة والآراء الناقدة حول حراكهم الكتابي المتعدد وكيفية تناولهم للقضايا الوطنية والأحداث التي يمر بها الوطن ودور الجهات المعنية بالتعامل مع ما يكتبونه ودور الرقابة وكيفية تفاعل أصحاب القرار مع ما يطرحونه من آراء ومن يصنع الرأي العام في المملكة وقيام الرقابة في الصحف بعمل إضافي على كتاباتهم، كشف صاحب السمو الأمير بدر بن سعود بن محمد أن 65% من المقالات التي كتبت ونشرت في خمس صحف سعودية خلال الأسابيع الأولى من «عاصفة الحزم» كانت مقالات إنشائية وغير مؤثرة، وأضاف أنه توصل إلى هذه النسبة من خلال عملية مسح للمقالات المنشورة في صحف الرياض وعكاظ والوطن واليوم والحياة في طبعتها السعودية خلال الفترة من 26 مارس 2015 وحتى 21 مايو 2015 بواقع 1270 مقالة، مشيرا إلى أن اهتمام كتاب المقالات في صحيفة «عكاظ» بالكتابة عن «عاصفة الحزم» من مجموع المقالات المنشورة في الصحيفة في الأسبوع الأول من عاصفة الحزم كان في المركز الأول بنسبة 70%، فيما حل كتاب صحيفة الوطن في المرتبة الثانية بنسبة 62% من مجموع مقالات صحيفة الوطن في الأسبوع الأول من عاصفة الحزم، وكتاب صحيفة الرياض في المركز الثالث ب55% وكتاب صحيفة اليوم ب46% وكتاب صحيفة الحياة الطبعة السعودية 20%، فيما تراجعت النسب في الأسابيع التالية لعاصفة الحزم. إلى ذلك ذكر الكاتب عبدالله المناع أنه يجب التركيز على اللحمة الوطنية وتعزيزها في ظل ما يواجهه الوطن من ظروف وقضايا عديدة، فيما ذكرت الكاتبة هدى فهد أن إبراز الهوية الوطنية يجب أن يكون أولوية لنا جميعا، مشيرة إلى أن الدراما السعودية مع الأسف تقدم الجانب السلبي. وقال الكاتب محمد يحيى الشهراني في مداخلته: من يصنع الرأي في المملكة؟ وهل لدينا في المملكة صناعة للرأي وهل هناك توجه لذلك، وكيف يمكن نشر الوعي، فيما كانت مداخلة الكاتب أحمد مسعود الخالدي حول وجود أكثر من فئة لصناعة الرأي في المملكة، وتحدث عن تصنيف القضايا الوطنية وأن هناك عديدا من القضايا التي يمكن الحديث حولها ودور الكاتب والمواطن تجاه قضايا الوطن، فيما طرح الكاتب هاني الملحم إشكالية الكتاب في العالم الماهية والهوية والتصور، وذكر أن رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد أشاد بالحس الوطني للكتاب السعوديين والصحافة السعودية، مشيرا إلى أننا بين مدرستين، المثالية والواقعية. فيما أشار الكاتب عبدالله حامد إلى أن مسألة إلزام الكاتب بقول الكلمة الصادقة في المواقف السياسية فيه إشكال، لأن عالم السياسة عالم متغير ومتحول وغير ثابت. وكانت مشاركة الكاتب خالد السهيل حول تصدي النادي الأدبي لعقد ملتقى للكتاب السعوديين، الذي كان يفترض أن تقوم به هيئة الصحفيين أو جمعية الكتاب. وتمنى الدكتور أحمد التويجري أن يكون لدينا فيلسوف أو مفكر، متسائلا هل طرح النخبوية هو فقط للنخب أم للعموم، مؤكدا أنه يجب الوقوف ضد العنصرية والطائفية والفساد. ومن جانبه قال الكاتب برجس البرجس إن الجهات الرقابية في الصحف تعمل عملا إضافيا، مشيرا إلى أن التميز لدى الكتاب يجب أن يكون في المحتوى، مؤكدا أنه لا يوجد لدينا مراكز للدراسات وخصوصا الدراسات العسكرية والسياسية. وتساءل الكاتب فاضل العماني عن ال500 ريال التي أخذت منه للاشتراك في عضوية جمعيات تهتم بالكتاب والصحفيين، كما تساءل عن دور المؤسسات الصحفية في تأهيل الكتاب، وسأل أيضا الأمير بدر عن هل عمل دراسة على تأثير ما يكتب على صناع القرار. فيما أشاد الكاتب عبدالله الشمري بالدور الإيجابي الإعلامي الذي يقوم به وزير الخارجية عادل الجبير والعميد أحمد العسيري، وطالب بأن يكون هناك تحرك من قبل الجهات المعنية للقيام بأدوارها في ذلك. وتحدث الدكتور أحمد التويجري عن الحرية في ختام المداخلات، وتساءل ما الذي فعلناه نحن للحرية، وتتطرق لتقزيم قضايا المرأة، مشيرا إلى هناك من العلماء من رأى جواز أن يكون لها الولاية العامة على المؤمنين، وطالب بالكف عن المزايدات وقضايا التصنيف وبالتوحد خلف الوطن.