ناقش عدد من الكتاب الصحفيين السعوديين، مجموعة من القضايا التي تتعلق بكتاب وصفحات الرأي في الصحف السعودية وذلك في ملتقى الكُتّاب السعوديين الأول والذي نظمه نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء الاثنين بالدمام، تحت رعاية وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان. الملتقى الذي تغيبت عنه كاتبات الرأي السعوديات وعدد من الأسماء الصحفية المرموقة، لأسباب تقنية وعدم الحصول على حجوزات الطيران، كما أشار معتذرا، رئيس نادي الشرقية الأدبي محمد بودي؛ أكد في بدايته، الدكتور الحجيلان على أهمية مثل هذه اللقاءات الودية والعلمية والتي تفيد على مستويات كثيرة لعل منها: تبادل المعرفة، وتقوية أواصر العلاقات داخل المجتمع والتعرف على نماذج وآراء وتجارب ومواقف متعددة. وأشار الحجيلان إلى أن المقالة الصحفية ملتصقة بالمجتمع وقضاياه، محاولة ملامسة إيقاع المجتمع والكشف عنه وبقدر ما تعبر عن رأي الكاتب الشخصي، فإنها كذلك تعبر عن رأي المجتمع. مضيفا: من هنا يتحمل الكاتب مسؤولية جس نبض الشارع وتفهمه ومحاولة مساعدة المجتمع في رسم بوصلة يتطلع إليها الناس للوصول نحو الهدف. الأمير بدر بن سعود: «الرياض» تصدرت قائمة الصحف السعودية المهتمة بالمشكلات الثقافية البحتة كما شملت أمسية ملتقى الكتاب السعوديين على جلستين مسائيتين، بدأت الأولى مع ورقة للدكتور الكاتب عبدالله الطاير بعنوان "الكاتب والتنمية الثقافية" تطرق فيها الدكتور الطاير إلى تعاريف الثقافة وربطها مفهوم التنمية مختتما عند تقرير التنمية العربية الذي أطلقته مؤسسة الفكر العربي (2009) رابطا الإجابة عن سؤال: لماذا نكتب؟ بمسألة التنمية الثقافية عند الكتاب السعوديين. وحول حرفية الكتابة في الصحافة السعودية، توقف الدكتور الطاير، معلقا: إن غالبية الكتاب هم في واقع الأمر موظفون في الدولة وبالتالي فإن استقلالية الكاتب يشوبها الكثير من الشك، ناهيك عن تداخل بيّنٍ للمصالح في أغراض الكتابة. وأكد الدكتور في المقابل، أن كل متابع يدرك حجم الإسهام للكتاب السعوديين في التنمية الثقافية، سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي. وتعقيبا على ورقة الطاير، افتتح رئيس تحرير جريدة الشرق الكاتب قينان الغامدي مداخلات الكتاب، شاكرا النادي على هذه المبادرة، مقترحا تشكيل هيئة للكتاب السعوديين تتبناها وزارة الثقافة والإعلام ولا تتعارض مع هيئة الصحفيين السعوديين. وأشار قينان في مداخلته إلى أنه حين يكون الكاتب أكثر شهرة في وطنه تزداد شهرته في الخارج. وتناول الكاتب في صحيفة الوطن فاضل العماني التحديات التي تواجه الكاتب ومنها التفرغ والتخصص والرقابة الذاتية التي تهيمن على خيال الكاتب. أما الكاتب عبدالله الملحم فتساءل عن الهدف من التنمية الثقافية وعن الخلافات التي تثار بين الكتاب، أما الكاتب حمد القاضي فأشار إلى أن النادي خرج عن الطرح التقليدي في الملتقيات بهذا الموضوع الجيد وطالب الكتاب بتغيير نمط الشخصية السعودية في الخارج. بينما قال الكاتب خليل الفزيع: ان لدينا صحافة جريئة وصحافة متحفظة وهذا يرجع للقيادات الصحفية مؤكدا على أن هناك مرجعية واحدة. وعن سؤال : لماذا أكتب.. أجاب: لأحيا..!؟. أما الكاتب حمزة المزيني تمنى أن يكون الكاتب أكثر تمثيلا لصحف وكتاب المملكة وأشار إلى أن الصحافة السعودية قدمت نقدا ذاتيا للثقافة السعودية وهذا جانب من تميز الكتاب السعوديين. بينما تناول الكاتب محمد الهرفي مسألة هامش الحرية في الصحافة السعودية. من جهته انتقد الكاتب محمد العصيمي ورقة د. الطاير، مشيرا إلى أنها أتت بعموميات ولم تقف عند جوانب متخصصة وتحفظ على موضوع الكاتب الموظف وطالب برعاية الكاتب والمثقف وهذا من مسؤولية الدولة. وبدأت الجلسة الثانية بقراءة رئيس النادي للورقة المقدمة من الأمير بدر بن سعود بن محمد آل سعود الذي لم تمكنه الظروف من الحضور. تناولت الورقة تمهيدا عن المثقف والثقافة وتاريخ الرأي والصحافة مشيرا إلى أن مرحلة ما بعد 11 سبتمبر سجلت طفرة غير مسبوقة في كتابة الرأي وإخراجه في قالب قصصي أو روائي. وتناولت الورقة صحافة الرأي والمسؤولية الثقافية في العالم العربي والمملكة وأهمية كتابة الرأي عبر مسح لمقالات الرأي الأسبوعية واليومية في العديد من الصحف. وأشار إلى أن الأرقام التي طرحت ليست مفاجأة إذ أن هناك اهتماما بمشاهير الثقافة ورجال المال والأعمال وفي نهاية الورقة قدمت بعض النصائح والتوجيهات بما فيها أن الخبرة ليست شرطا في ما يطرحه الكاتب من معلومات. وأشارت ورقة الأمير إلى أنه قام بعمل مسح على مقالات الرأي الأسبوعية واليومية في مجموعة صحف سعودية في الفترة ما بين يناير ويوليو 2011، وكانت العينة المرصودة تسعة آلاف وثمانمائة مقالة رأي. واشارت الورقة إلى أن صحيفة الرياض (12 مقالة) تصدرت قائمة الصحف السعودية المهتمة بالمشكلات الثقافية البحتة. وأشار الكاتب محمد السماعيل في مداخلته إلى أن الصحافة السعودية أعطت مساحة أكبر للرياضة مما حول اتجاه الرأي العام وبين أن الكاتب له وعليه مسؤوليات ثقافية واجتماعية. وطالب الدكتور حسن الهويمل بأن يكون الملتقى القادم أكثر حضورا وأشار إلى أن المداخلات تراوحت ما بين التفاؤل والتشاؤم وأشاد بظاهرة الاختلاف وأنها إيجابية لكن عاب على الورقة الثانية بأنها مسحية. ودافع الكاتب الشاب ماجد بن رائف (صحيفة شمس) في مداخلته عن الشباب مبينا أن شريحة الشباب المثقف كبيرة واستشهد بالمنتديات والتويتر والفيس بوك وتساءل عن مستوى الطرح الثقافي في الصحف وأنه لا يلبي طموحات الشباب. أما الكاتب فهد الشريف فتحدث عن تجربته في دراسة صحافة الأفراد وقدم بعض النماذج وطالب بالدعم أسوة بالدول المجاورة. وقد اختتم اللقاء بعدد من التوصيات للنهوض بثقافة الرأي وما يطرحه الكتاب في الصحافة السعودية.