العلاقات الثقافية المصرية السعودية تضرب بجذور راسخة في منبت الثقافة العربية، ما يجعل الوشائج بينها في تفاعل حي نابض بالحياة. هذا ما أكده مثقفون مصريون تحدثوا ل «عكاظ»، مشيرين إلى أن التفاعل الثقافي المصري السعودي عبرت عنه أقلام الرموز المصرية مثل المازني وطه حسين والعقاد، وأنها تتواصل عبر الأجيال في كتابات مبدعي البلدين. من جهته، أوضح رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الدكتور هيثم الحاج أن العلاقات الثقافية المصرية السعودية تقوم على وشائج تاريخية قوية، مدللا على ذلك بكتابات كبار مفكري مصر وشعرائها الذين رسموا معالم مضيئة لحياة الملك عبدالعزيز والعلاقات المصرية السعودية مثل محمد رشيد رضا، والدكتور عبدالرحمن عزام (أمين الجامعة العربية) وخليل ثابت، ومحمود عزمي، وفكري أباظة، إبراهيم عبدالقادر المازني وعباس محمود العقاد وطه حسين. ويضيف رئيس هيئة الكتاب، أن سفير المملكة لدى القاهرة أحمد بن عبدالعزيز قطان يلعب دورا في توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين وتجذيرها عبر عديد من الأمسيات الثقافية التي يقيمها، منها أمسيات «رياض النيل». ويري الروائي إبراهيم عبدالمجيد أن العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين تضرب بجذور راسخة في منبت الثقافة العربية، مدللا على ذلك باحتضان المطابع المصرية للكتاب السعودي في نشأته الأولى، مشيرا إلى أن المثقف المصري قام بتقديم الأدباء السعوديين إلى العالم العربي، وتواصل التفاعل الثقافي حتى اليوم فيدعى كبار مبدعي مصر ومثقفيها لمهرجان الجنادرية ولمعرض الكتاب بالرياض. ويضيف إبراهيم عبدالمجيد أن مثقفي المملكة ساهموا بدور كبير في إثراء حركة الثقافة العربية ومنهم حمد الجاسر، عبدالله القرشي أثناء وجودهما بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وتتوالى مساهمات المبدعين والمبدعات والنقاد من مختلف الأجيال مثل عبده خال وسعد البازعي وغيرهما في الفعاليات الثقافية بمصر. من جهته، قال الدكتور خالد عزب: العلاقات الثقافية التي تربط مصر بالمملكة قد تتخذ شكل الشراكة الثقافية التي نجدها حاليا مع مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الحضارية الإسلامية عبر إنجازه عديدا من الدراسات والمطبوعات المهمة في الفكر العربي. ويعبر الكاتب والمفكر المصري جلال أمين عن تقديره للدور الذي تقوم به الأندية الأدبية في السعودية في تنمية المواهب الأدبية وصقلها. ويؤكد ل«عكاظ» أن الرواية السعودية تحقق إنجازات مهمة في عالم الرواية العربية فيما تلعب الأندية الأدبية في ربوع المملكة الشقيقة دورا ملحوظا في اكتشاف ودعم المواهب الأدبية والقدرات التكوينية الثقافية. وشدد أمين أن الرواية السعودية حققت طفرة كبيرة فنيا وبنائيا وموضوعيا مستفيدة في تطورها من الأسس الروائية التي وضعتها مجموعة من الرموز الروائية لفن القص السعودي مثل الدكتور غازي القصيبي وتركي الحمد وأحمد الدويحي وأمل شطا ورجاء عالم وعلي الدميني وليلى الجهني وهدى الرشيد.