يزعم أن لدينا في العالم العربي نتاجات روائية، يستطيع النقاد أن يخرجوا منها بمذاهب واتجاهات أدبية خاصة، الروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد يعلن ذلك بقوله:"رغم أني مع القومية العربية، إلا أني أؤمن بخصوبة كل بلد، ثقافيا واجتماعياً، منتقداً الحديث المكرر حول المذاهب الأدبية الشائعة بالقول: "لازلنا نتحدث عن الرومانتيكية والكلاسيكية والواقعية والاشتراكية والحداثة.. الخ، وفي كل هذا نطبق المناهج الأجنبية لكن لو التفتنا للنتاج العربي نفسه لاستطعنا أن ننتج نظريات مستلهمة من النص الأدبي العربي". إبراهيم عبدالمجيد الذي حل ضيفاً في إحدى أمسيات معرض الكتاب في البحرين ليتحدث فيها عن تجربته الروائية، مؤكداً أن ثمة اختلافات بين النصوص الأدبية العربية من بلد لآخر بقوله: "أمين صالح وفوزية رشيد من البحرين يكتبان بشكل ولون مختلف عن غيرهما من دول أخرى، كما هو الحال كذلك عند عبده خال ورجاء عالم من السعودية، فالكل يجدد وحركة التجديد مستمرة كبيرة جداً، ولو ثمة تشابه مع المذاهب العالمية إلا أن هناك خصوصية ما ستظهر، ورغم أني من جيل القومية العربية إلا أني أؤمن بأن الهوية الحقيقية للإنسان في هذه البلدان، إنك سعودي أو مصري أو بحريني لكنك تربيت وعشت بطريقة معينة لكن ما يجمعنا أننا كلنا نتحدث العربية"، أشاد الروائي عبدالمجيد بعد ذلك بلغة رجاء عالم الروائية الجمالية، كما بيّن أن الكاتب في بداية حياته يسير "على الصراط المستقيم" إلى أن تأتي اللحظة وتقوم بتجديدٍ ما لنفسك بأن تتخذ شكلاً في الكتابة لم يسبقك إليه أحد، وفقاً لما تقرأه. الأمسية التي حملت شعار "شهادة روائية"، تضمنت كذلك إضاءات حول عدد من المحطات التي شكّلت ذاكرة ابراهيم عبدالمجيد أو نسيانه والتي انعكست على كتاباته القصصية والروائية في فترات لاحقة، واعتبر أن بداية علاقته بالفن والكتاب كانت في فترة الروضة، التي خرج منها صدفة في يوم ليجد نفسه في صالة سنيما بالمصادفة البحتة، والتي شكلت عالما وأفقًا جديدًا ينفتح أمامه، الصدفة التي تحولت إلى عمدٍ في فترات لاحقة عندما صار الطفل يخرج بانتظام من الروضة ويجد طريقه بين أرجل الكبار ليجلس على مقاعد السنيما الدرجة الثالثة في حي "كرموز" أحد الأحياء الشعبية في مدينة الإسكندريةمسقط رأس الكاتب ابراهيم عبدالمجيد، ومن السنيما هناك تعرف على الروايات العالمية، وعن تأثير أثر المكان فمن الإسكندرية نفسها البيئة والبحر والمكان والأساطير المتعلقة به وبأناسه تشكلت ذاكرة الكاتب البصرية والنفسية والفكرية، تبع ذلك السفر والترحال سواء كان ترحالا داخليا في مصر إلى القاهرة وغيرها، أو خارجيا كما في سفره إلى المملكة العربية السعودية. وعن تجربته الروائية مع المكان "الاسكندارني" تحدث عبدالمجيد إلى أنه كتب مجموعة نصوص سردية، كانت تشمل البيئة المصرية إلى أن جاء موعد كتابة رواية (لا أحد ينام في الاسكندرية) التي كانت تحقيقاً لحلمه من خلال كتابة رواية عن الحرب العالمية الثانية التي عاصرها والده واصيب فيها بشظايا وهو يعمل في محطة السكة الحديد، منوهاً أن كتابة هذا العمل استغرقت ست سنوات استعان فيها الروائي إبراهيم بكل الأخبار والتقارير الصحفية المنشورة في تلك السنوات.