أحد من تخرجوا من مدرسة الرمز الراحل عبدالرحمن بن سعود رحمه الله، وزامل أساطير النصر ماجد عبدالله والهريفي والجمعان والمطلق، لاعب لن ينسى جمهور النصر ما فعله في نهائيي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عامي 1414، 1415، ودوره في الحصول على البطولتين. ناصر الفهد لاعب النصر والمنتخب السعودي السابق الذي تميز بالروح العالية والإخلاص للشعار الذي يرتديه، قال عنه أحد النقاد الرياضيين إنه يمتلك روح مدرج. فتح الفهد قلبه ل«عكاظ» وتحدث عن أسباب ابتعاده عن النصر بعد اعتزاله، وتطرق في أثناء الحديث إلى معاناته من التجاهل في الانضمام للمنتخب رغم بروزه بشهادة النقاد، تناول بحرقة معاناة اللاعبين القدامى وتجاهل المجتمع الرياضي لهم رغم ظروفهم المادية الصعبة، ورغم أنهم أمضوا زهرة شبابهم في خدمة أنديتهم ومنتخب بلادهم، مطالبا بإنشاء رابطة رسمية للاعبين القدامى تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب. أين ناصر الفهد عن ناديه النصر وأجهزته الفنية والإدارية؟ - انقطعت منذ فترة قريبة بسبب ظروف عائلية أجبرتني على الابتعاد، وكنت قبل ذلك موجودا في أكاديمية نادي النصر، بعدها تم اختياري للفريق الأول مع الكابتن علي كميخ قبل قدوم ماتورانا، وفي أثناء تلك الفترة مرضت الوالدة قبل أن تنتقل الى رحمة الله، ما أجبرني على الاعتذار. ألا يرغب نادي النصر في وجود اللاعبين القدامى؟ - لا صحة لهذا الكلام، فعلى العكس يحاول رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي أو غيره تقريب اللاعبين القدامى والاستنارة بآرائهم والاستفادة من خبرتهم الكبيرة، وأي رئيس ناد يفكر بغير ذلك التفكير فهو الخاسر الأكبر. هل أنت جاهز للعودة للنصر في حال تم طلبك؟ - يسعدني هذا الشيء وأتشرف بخدمة نادي النصر في أي وقت. هل انت راض عن نتائج النصر هذا الموسم؟ - أي عاشق ومحب نصراوي لن يرضى بهذه النتائج، خصوصا مع فريق كان بطل الدوري لموسمين متتاليين ويحتل المركز التاسع حاليا، فحتما هذا المركز لا يليق بفريق بطل، وحقيقة صدمت كغيري بهذا الوضع. ما هي الأسباب التي أدت لتراجع الفريق برأيك؟ - بصراحة ما زلت بعيدا عن المشهد، ولكن ما استشفيته من المقربين للنادي ومتابعتي للمباريات، هناك أمور عدة يدخل فيها الجانب الإداري والفني واللاعبين، منظومة عمل متكاملة اذا ما اختل أحدها فمن الطبيعي أن يحدث تدهور في مستوى ونتائج الفريق. ما رأيك في تعاقب عدد من المدربين على تدريب النصر؟ - التجديد مع ديسلفا لم يكن مجديا بعد نهاية الموسم الماضي، وقد طالبت بذلك بعد نهاية كأس الملك عبر حسابي في تويتر وأبلغت المسؤولين وأوصلت وجهة نظري للأمير فيصل ولكن تبقى هذه وجهة نظر الإدارة، إضافة إلى الإعداد الضعيف الذي أثر على المستوى الفني وما زال الفريق يدفع ثمنه حتى الآن والخطأ يعتبر إداريا. ما تقييمك لمستوى أجانب النصر؟ - للأسف هنالك هبوط في المستوى لهم جميعا، في السابق كان الأبرز أدريان ولكن هبط مستواه هذا الموسم بشكل كبير، أيضا مايغا قدم مستوى كبيرا في بداياته ولا أعلم سبب هبوط مستواه أخيرا، أما محمد حسين فمع احترامي له فلست من المؤيدين لبقائه هذا الموسم، بشكل عام العنصر الأجنبي في النصر ليس مؤثرا وللأسف الفريق «شايلهم» وليس العكس، وأتمنى أن تكون الرؤى في الموسم القادم بشكل أكبر، ومن وجهة نظري، أرى أن إحضار اللاعب الأجنبي لابد أن يكون حسب أدوات الفريق المفقودة، والنصر للأسف لا يمتلك الأطراف الجيدين في عملية بناء ومساندة الهجمة وإجادة العرضيات بشكل جيد. ماهي المراكز التي يحتاجها النصر في الموسم القادم من وجهة نظرك؟ - الملاحظ أن الفريقين المتصدرين هذا الموسم الأهلي والهلال متميزان في منطقة الدفاع، متى ما أردت أن تنافس على البطولات لابد أن يكون دفاعك قويا، والنصر يحتاج قلب دفاع قائد سوبر متمكن يقود الدفاع بشكل كامل ويعطي هيبة للفريق، وصانع لعب يجيد الكرات الثابتة التي يفتقدها النصر للأسف، والنصر بهذه المجموعة ليس بحاجة إلى مهاجم بقدر احتياجه للاعبي أطراف ولاعب وسط يلعب على الطرف، والأفضل إحضار لاعب يجيد اللعب بكلتا قدميه ويجيد الاختراق والعرضيات للاستفادة من المهاجمين الذين يجيدون ضربات الرأس محمد السهلاوي ونايف هزازي. مارأيك في مايقدمه الكابتن حسين عبدالغني؟ - أنا من المحبين للاعب حسين عبدالغني وهو من القلائل الذين يلعبون بروح داخل الملعب خصوصا الموسم الماضي وقبل الماضي، لكن نصيحتي كمحب لحسين ومتابع له بشكل دقيق أتمنى أن يراجع حساباته، فإن شعر بأنه لا يملك الاستطاعة على أن يقدم صورة الموسمين الماضيين، أرى أن يقرر الانسحاب كي لا يؤثر على اسمه وتاريخه الكبير الذي بناه، ومن الظلم أن يؤثر عليه في آخر حياته الرياضية. ما هي أسباب عزوف أعضاء شرف النادي هذا الموسم؟ - حقيقة أستغرب ذلك، ففي الموسم الماضي كانت المنظومة متكاملة من أعضاء شرف وإدارة ولاعبين وجمهور وجهاز فني، وما يحصل هذا الموسم غريب فعلا، وإذا كانت الإدارة هي السبب في ابتعادهم فيجب عليها أن تحتويهم من جديد، وللأمانة أعضاء الشرف وجودهم في وقت الأزمات أهم من وجودهم أثناء الانتصارات، خصوصا أن النادي يعاني من أزمة حالية ويفترض ظهورهم في هذا الوقت. منتخبنا الوطني، لماذا أصبح يواجه عزوفا من بعض اللاعبين الحاليين؟ - ما يحدث شيء محزن، فأي شخص يتمنى أن يخدم بلده واللاعب الحالي للأسف أصبح فكره ماديا ولم يعد لديه ولاء للمنتخب. هل أصبح النادي يشكل أهمية أكبر من المنتخب؟ - في هذا الجيل أصبح الوضع عجيبا، ويعود ذلك لفكر اللاعب فبعض اللاعبين يريدون أن تكون لهم أسماء في المنتخب كما كان يحدث سابقا، وبرأيي من يكون ناديه أهم من المنتخب فالأفضل له أن يبقى بمنزله. ذكر الكابتن محمد الدعيع أنه تم تجميد مشاركته في كأس العالم 2006 بقرار إداري، برأيك هل توجد تدخلات في اختيارات اللاعبين؟ - حقيقة هذه مصيبة في حال حدوثها، وأنا لم أزامل الدعيع أثناء وجوده في المنتخب ولكن إذا كان ذكر هذا الكلام فلن يأتي إلا من معاناة عاشها، وأتذكر في الفترة الماضية كان دخول اللاعب إلى المنتخب يمر بصعوبة وكنا نطمح في الحصول على هذه الفرصة، ومع ذلك كانوا يختارون لاعبين معينين من ناد معين ويهضمون حقوق بعض اللاعبين الآخرين في الأندية الأخرى. هل عانيت من هذا الشيء؟ - مررت بهذه التجربة وعانيت منها في السابق، وكان هناك لاعبون من ناد معين يتم التركيز عليهم رغم أن مستوياتهم أقل من لاعبين آخرين. هل للميول تأثيره في هذا الأمر؟ - لا أعلم إن كانت الاختيارات من الجهاز الفني أو الإداري أو حتى من المسؤولين في اتحاد الكرة. كلاعبين في المنتخب، هل كنتم تناقشون الأجهزة الإدارية أو الفنية في الاختيارات؟ - من الصعب علينا كلاعبين مناقشة ذلك، لكننا كنا نتحدث بيننا ونستغرب اختيار بعض اللاعبين، وكذلك الإعلام كان يناقش هذا الأمر. في عهدكم كيف كانت العلاقة بين لاعبي الأندية المتنافسة في المنتخب؟ - كانت علاقة جميلة وكلها مودة واحترام وكان هدفنا خدمة المنتخب بمجرد انضمامنا للمعسكر. هل أفاد الاحتراف الكرة السعودية أم أضرها؟ - في الوقت الحالي أرى أنه أضرها بشكل كبير، فالاحتراف إذا لم يساعد في تطور مستوى اللاعب يفترض ألا يساهم في انخفاضه، اللاعبون الحاليون لا يستحقون أكثر من مليوني ريال، ولدينا أصبح الاحتراف مضرا باللاعب المحلي والكرة السعودية بشكل كبير. هل يعاني اللاعبون القدامى من التجاهل؟ - للأسف هنالك لاعبون من الجيل الماضي ظروفهم سيئة خصوصا المادية، ولا توجد رابطة تحتويهم أو تتابع ظروفهم، وعلى الرغم من أن الكابتن ماجد عبدالله تبنى فكرة رابطة اللاعبين القدامى أتمنى أن تفعل بشكل كبير وتكون بطابع قوي ورسمي ولها صوت مسموع، وليست مجرد مسمى. هنالك لاعبون كثر تصلني أخبارهم مهمشون وظروفهم صعبة جدا، رغم أنهم خدموا أنديتهم والمنتخب الوطني، ويفترض أن تصدر لهم بطاقات خصوصا عن طريق الرئاسة العامة لرعاية الشباب لدخول جميع المنشآت الرياضية، خصوصا الذين مثلوا جميع المنتخبات تقديرا لهم، وكمثال هناك هيئة للصحفيين كمرجع لهم، فلماذا لا تكون هناك هيئة مماثلة للاعبين القدامى. كلمة أخيرة لمن توجهها؟ - أشكركم في «عكاظ» على هذا اللقاء، وأتمنى من الجماهير السعودية مساندة المنتخب في مشواره في تصفيات كأس العالم، ومن اللاعب المنضم للمنتخب أن يقدر شعاره، والتمني موصول لنادي النصر بالتوفيق.