مشهد لاعب الفتح وعميد المحترفين الأجانب بالدوري السعودي إلتون خوزيه الذي تابعه الكثيرون وهو يمسح تلك الدموع التي تسللت من مآقيه لحظة حديثه عن سنواته الاحترافية بالمملكة، لم يكن مشهدا تمثيليا أراد أن يستجدي به رضا أحد ما، فالنجم البرازيلي (29 عاما) والذي بدأ مشواره مع الكرة في نادي كورنثيانز أحد أشهر قلاع كرة القدم في بلاد السحرة، كان مقدرا له أن يصبح واحدا من ألمع نجوم السليساو حسب توقعات خبراء برازيليين كثر أولهم ماريو زاجالو. وإن كانت تلك الرحلة لم تنته به حيث ما أرادوا له إلا أنها رست به حيثما قدر الله له. ودموعه التلقائية على الشاشة الفضائية ربما تختصر المعنى وتفسر رضاه الداخلي عن مسيرته في «السعودية» كلاعب والتي كشفت له جوانب كانت منسية في حياته. فلاعب الوسط الرائع الذي بدأ نصراويا عام 2007 ومن ثم فتحاويا بدءا من موسم 2011 حيث قاد ذلك الفريق المغمور لأضخم إنجاز في مشواره وأكبر مفاجأة في تاريخ المسابقات المحلية، يفكر على نحو ملحوظ فيما هو أبعد وأجمل من كل ذلك. فالبرازيلي الخلاسي بدأ يضع قدمه الآن في ملعب الحياة، ما أحس به من أمان وما غشيه من دفء اجتماعي دفعه للقول أكثر من مرة «سكان المملكة ودودون وفي غاية الروعة ويرحبون بي أينما أكون، ووجودي هنا منحني الفرصة لأقدم شيئا أفضل لعائلتي». ومن هنا بدأت خطواته نحو الله.. يقول إلتون بلهجة ذات معنى «احترم الدين الإسلامي وقد تمكنت من الاقتراب منه أكثر بعد أن أهداني أحد الأصدقاء نسخة من القرآن الكريم باللغة البرتغالية». وبنفس تلك الحميمية يمضي في حديثه «دائما أحاول أن أتعرف أكثر على الإسلام، وسأترك الأمر لمشيئة الله، فإن أرادني أن أعتنق الإسلام سأفعل ذلك في الوقت المناسب». ولعل المقربين منه يعرفون ما هو أكثر وأجمل من ذلك، ويدركون أيضا محبته الشديدة لنمط الحياة الاجتماعية بالمملكة وللموروثات الشعبية في قرى الأحساء ويقدرون له قوله «يجب أن نحترم العادات والتقاليد السعودية، فنحن في بلد مسلم وأتمنى أن أرى زوجتي تغطي رأسها وتلبس العباءة كلما تخرج، حتى في البرازيل أتمنى منها أن تفعل ذلك». كل ذلك وإلتون خوزيه خافيير جوميز كان نفسه من بكى بعد وصوله الرياض بأيام، حيث لم يكن وقتها قادرا على استيعاب عيشه بعيدا عن شواطئ الريو.