فتح غبار اليومين في جدة، والارتباك الذي صاحبه، وتقاذف المسؤوليات حول تعليق الدراسة، والتداعيات الضارة للتضارب بين أكثر من جهة، موجة من الأسئلة حول ضرورات التعليق ودرجاته، والجهة المختصة بإنفاذه بعيدا عن التقديرات الخاطئة. وهو ما حدث على أرض الواقع في غبار يومي السبت والأحد في جدة، إذ اضطرت إدارة التعليم إلى استعادة طلابها من فصولهم بعد أقل من ساعتين بسبب مخاوف جدية من تعرض الطلاب والطالبات للخطر مع أنه كان في الإمكان اتخاذ قرارها قبل توجه الطلاب إلى مدارسهم بوقت كاف. في المقابل، اتجهت الأنظار إلى الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، باعتبارها اللاعب الرئيسي في تحديد مخاطر الغبار والرياح ودرجاتها، ولا علاقة لها باتخاذ قرارات هي في الأصل من حق جهات أخرى غيرها. تنبيهات 24 جهة يوضح وكيل الرئاسة لشؤون الأرصاد الدكتور أيمن غلام ل «عكاظ» أن تعليق الدراسة ليس من اختصاص الأرصاد، ودوره يقتصر فقط في تمرير المعلومات المتعلقة بالظاهرة الجوية وفقا للخطة المتبعة وجدولها الزمني، إذ يتم تحميل كل البيانات في موقع الأرصاد على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بجانب التعامل مع 24 جهة رسمية وتزويدها بالمعلومات، ثم إرسال التقارير عبر الفاكس وفق منظومة وآليات متفق عليها تقدم فيها كل البيانات المرتبطة بتوقعات الطقس وتترك للجهات المعنية قرار تعليق الدراسة أو الإيقاف المؤقت لحركة الطيران والموانئ، دورونا يتمثل فقط في تقديم التنبيهات. التنويه والتنبيه الدكتور غلام لفت إلى أن موقع الأرصاد أوضح الحالة الغبارية وسرعة الرياح ومستوى تدني الرؤية قبل حدوث الحالة بأيام عدة كما كثف معلوماته التحذيرية عبر الرسائل النصية، مع التنويه بأن الموقع يحمل توقعات لكل منطقة لخمسة أيام قادمة يتم تحديثها على مدار الساعة ومتابعة تطورات الحالة المناخية. وأشار إلى أن آلية الإبلاغ عن الظواهر الجوية تبدأ بإبلاغ المديرية العامة للدفاع المدني عن حركة الظواهر الجوية عن طريق النظام الآلي للإنذار المبكر والفاكس، ويخضع ذلك لآلية من أربع مراحل: التنويه، التنبيه، التنبيه المتقدم والتحذير كما تتضمن الآلية المدة الزمنية اللازمة للإبلاغ قبل حدوث الظاهرة على النحو الآتي: التنويه قبل الوقت المتوقع لحدوث الظاهرة ب12 ساعة، التنبيه قبل الوقت المتوقع لحدوث الظاهرة ب6 ساعات، التنبيه المتقدم والتحذير من ساعة إلى 3 ساعات. ويشير وكيل رئاسة الأرصاد إلى أن هناك 184 محطة أوتوماتيكية لرصد الطقس، و35 محطة مأهولة بالراصدين موزعة في مناطق المملكة، وزيادة عدد الرادارات إلى 14 رادارا لرفع مستوى الأداء في التعرف على عناصر الطقس، ودعم دقة التنبؤات للمملكة والمناطق باستخدام نموذج عددي يغطي المنطقة، منوها بجهود الأرصاد في تطوير شبكة اتصالاتها بين محطاتها الداخلية المنتشرة في أنحاء المملكة ومركزها الإقليمي للاتصالات في جدة معتمدة في ذلك على نظام سحابة الاتصالات الإلكترونية، إضافة إلى النظام الآلي للإنذار المبكر. ونصح الدكتور غلام بضرورة التعامل مع تقارير الطقس على محمل الجد، إذ إن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة هي الجهة المخولة رسميا بتقديم البيانات الأرصادية وتقارير الطقس والتوقعات اليومية لحالة الأجواء ودرجات الحرارة، وكل المعطيات التحليلية مبينة على أسس علمية متطورة ووفق أحدث الأجهزة والأنظمة المتطورة مع ضرورة تجنب وإهمال تقارير المجتهدين في هذا الجانب. يذكر أن إدارة تعليم جدة دافعت عن موقفها، وأكدت على لسان مديرها عبدالله الثقفي أن عدم تعليق الدراسة يتواءم مع ما ورد في دليل الوزارة، والحالة لم تستدع ذلك. وأشار إلى أن إدارته تواصلت مع المدارس لتطبيق خطة السلامة واستدعاء أولياء الأمور لاصطحاب أبنائهم للمنازل عند الحاجة.