إن عاصفة الحزم بكل ما فيها من تحديات عسكرية واقتصادية وأمنية، تعد إحدى المحطات المضيئة في تاريخ السياسة السعودية، حيث استطاعت المملكة من خلال القرار التاريخي والحازم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، أن تثبت للعالم أجمع أنها دولة محورية وتتمتع بثقل اقتصادي وسياسي وعسكري يحسب له ألف حساب. لقد أدرك ملك الحزم برؤيته الثاقبة ونفاذ بصيرته، أن تجاوز الحوثيين لغة الحوار إلى لغة السلاح في اليمن، وقتل المواطنين الأبرياء، والسعي إلى السيطرة على اليمن ورهنه بيد قوى إقليمية، أمر خطير جدا، ليس على المملكة فحسب بل على المنطقة والعالم؛ لذا لم يتردد الملك سلمان في إطلاق تلك العاصفة التي استطاعت اليمن من خلالها العودة إلى الحضن العربي بعد أن كاد المد الإيراني أن يجرفها بعيدا، ويزج بها في صراعات طائفية لن تستطيع التخلص منها بسهولة. وأثبتت العاصفة بعد مرور 363 يوما أن المملكة قادرة على خلق التوازنات في المنطقة، فضلا عن دورها في خلق التوازنات الاقتصادية والسياسية عالميا، كما أن عاصفة الحزم أثبتت فاعلية الدور الذي تقوم به القوات المسلحة السعودية، وقوات دول التحالف العربي، التي تجلت من خلالها شخصية ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وقدرته على إدارة العمليات بحنكة القائد وحكمة القيادي الشجاع. مسفر آل قريع - رجل أعمال