أعلنت قيادة التحالف عن عملية «إعادة الأمل»، ونجحت جهود السلطات الحكومية اليمنية وبدعم سخي من المملكة والإمارات في فرض الاستقرار في عدن مدينة الحضارات القديمة وحاضنة التاريخ اليمني، لتعود للصدارة مرة أخرى بحلة جديدة تحمل بين طياتها شموخ الجبل ورطوبة البحر ونقاء التربة، وتتضمن امتداد وعمق التاريخ اليمني منذ رحلة الشتاء والصيف إلى عهد تاريخ الدولة اليمنية الجديدة التي تعتمد على روح المحبة والإخاء والتواصل والتكاتف والتآلف بين شرائح المجتمع اليمني أولاً وإخوانهم في المنطقة والعالم لتعلن للعالم أن اليمن بلد السلام. «عكاظ» وقفت على التحضيرات الأمنية وإعادة الأعمار للمؤسسات الحكومية التي دمرتها الميليشيات الانقلابية في مختلف المجالات سواء الصحية أو التربوية أو خدمات الكهرباء والماء والطرقات وحتى ملاعب الكرة، وكذلك السياحية. وتحولت العاصمة الاقتصادية والسياسية المؤقته لليمن إلى ورشة عمل مستمرة لإعادة البناء والتنمية وإعادة روح الأمل لدى أبناء المحافظات الذين عانوا كثيرا خلال الأشهر الماضية من الاجتياح الحوثي لمدينتهم وتدميرها. أسهم وجود الرئيس عبد ربه منصور هادي وقبله الحكومة اليمنية في إعادة الكثير من المدنيين الذين غادروا اليمن هرباً من الصراعات إلى جيبوتي والأردن والمملكة ودول عديدة، حيث عادوا من خلال رحالات نظمتها الحكومة اليمنية لكل أبناء اليمن في الخارج مجاناً. وكانت الميليشيات الانقلابية دمرت كل شيء جميل في هذه المدينة بما فيها المواقع الأثرية والتاريخية والمدن الرياضية والشوارع وحتى السواحل لم تسلم من التدمير والتخريب وكذلك الكهرباء وكابلاتها. الجانب الأمني لم يقتصر الجهد على الجوانب التنموية، بل إن الجانب الأمني كان هو الحاضر الأول في عملية إعادة الإعمار لمحافظة عدن، حيث تم إعداد خطة متكاملة بمنظومة إلكترونية تم توزيعها في شوارع مدينة عدن لرصد التحركات للعناصر المشبوهة والتي حاولت مراراً زعزعة الأمن والسكينة وخلق الفوضى في مدينة عدن. وأوضح مصدر أمني أنه تم إنشاء غرفة عمليات وطوارئ لرصد العناصر المشبوهة أمنياً والمتورطة بأعمال فوضى وتخريب في عدن، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم والذين يقفون وراء أعمال الفوضى والتخريب. الكهرباء وقال مسؤول في الكهرباء إن عملية إنجاز شبكة الكهرباء التي تعرضت للتخريب تجري على قدم وساق فيما يتم إجراء عملية صيانة للكثير من المولدات والمحطات ورغم الإمكانيات الشحيحة فإننا وبدعم من الأشقاء في المملكة والإمارات نجحنا في رفع محطة الحسوة إلى 100 ميجا وات ولا زال العمل جاريا. وأوضح المصدر الأمني أن الكهرباء كانت هي الأكثر تضرراً في عدن، حيث عمدت الميليشيات لاستهداف الكابلات ومحطات التحويل والتوليد جميع المحولات دمرت بالكامل، وما نقوم به حالياً هو إعادة تأسيس لمحطات وشبكات جديدة، ونحن في جهاد مستمر ومضن لتحقيق الأهداف المرجوة. وأشار إلى أن الكهرباء بحاجة إلى دعم قوي من الحكومة ومزيد من المعدات، فنحن مقبلون على صيف حار وعلينا أن نستعد من الآن، لنتجاوز إشكاليات العام الماضي ومعاناة إخواننا في مختلف المدن، معتبرا أنه تحقق على الأرض شيء كبير وهي خطوة قوية في بداية المشوار. وأفاد أن جهود السلطة المحلية لم تقتصر على إنارة المنازل والأحياء بل الشوارع والمتنزهات، حيث إن عدن تستعد للعودة كمدينة سياحية تاريخية اقتصادية، ثقافية، فنية ولذلك فإن الكهرباء هي العامل المهم في تلك المرحلة. التعليم لم يقصر الاهتمام بمحافظة عدن كعاصمة مؤقتة وصيفية لليمن على الجوانب الخدماتية الاستهلاكية بل تم التركيز بشكل كبير على التعليم كأسس لبناء جيل حضاري يعي الخطر الداهم الذي يسعى لتحويل اليمن إلى بؤرة صراعات دموية، حيث تم إعادة تأهيل عدد من المدارس التي تعرضت للتخريب سواء في كريتر أو التواهي أو المنصورة بطريقة جديدة، مثل مدرسة جعفر أمان والموشكي وغيرها من المدارس التي تمت إعادة تأهيلها بشكل نموذجي ناجح. وحسب مسؤولين في مكتب وزارة التربية والتعليم في عدن فإن المدارس التي تمت إعادة تأهيلها جهزت بملاعب رياضية خاصة، ودور حضانة، ومكتبات إلكترونية وكتابية وبأسلوب حضاري تشهده اليمن لأول مرة، مبيناً بأن عملية الترميم والتجهيز للمدارس مستمرة، خاصة أن هناك الكثير منها تعرضت للقصف في المديريات التي سيطر عليها الحوثي ومنها المنصورة. الصحة بدعم من دول التحالف العربي ممثلة بالمملكة والإمارات، شهد القطاع الصحي في العاصمة المؤقتة عدن تحسناً في الآونة الأخيرة، حيث تمت إعادة تأهيل عدد من المستشفيات منها المستشفى الجمهوري. وكان القطاع الصحي في العاصمة عدن واحدا من المؤسسات الحكومية التي تعرضت للدمار الكبير بسبب الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح مما أدى إلى توقف معظم المستشفيات والمراكز الصحية إثر تعرضها للنهب والتدمير من تلك الميليشيات. ونجح مكتب الصحة في عدن في بذل جهود كبيرة بالتنسيق مع المملكة والإمارات في تجاوز التحديات الطبية التي واجهتها، كما تم تأهيل تسعة مراكز طبية منتشرة في كل مديريات عدن، ناهيك عن دعم إنشاء مركز لذوي الاحتياجات الخاصة والأطراف الاصطناعية ومراكز أخرى متخصصة للنساء والولادة. عدن في سطور تقع مدينة عدن على ساحل خليج عدن، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى نحو (363) كيلو متراً، ويمثل سكان محافظة عدن ما نسبته (3 في المئة) من إجمالي سكان اليمن تقريبا، وعدد مديريات المحافظة (8). وتشكل عدن نموذجاً متميزا لتكامل النشاط الاقتصادي وتنوع البنيان الإنتاجي، إذ جمعت بين الأنشطة الصناعية والسمكية والتجارية والسياحية والخدمية، وتنبع أهميتها من كونها ميناء تجاريا مهما ومنطقة تجارة حرة إقليمية ودولية. وتكتسب الصناعة مقوماتها من مجموعة مصانع ووحدات إنتاجية أهمها مصفاة عدن. ويوجد في أراضي المحافظة بعض المعادن، من أهمها (الاسكوريا والبرلايت) والزجاج البركاني ومعادن طينية تستخدم في صناعة الإسمنت والطوب الحراري. ومعالم محافظة عدن السياحية كثيرة ومتنوعة من أهمها صهاريج الطويلة، قلعة صيرة، جامع العيدروس، منارة عدن، وشواطئها السياحية جميلة وجذابة. ومناخ المحافظة حار نسبياً خلال أيام السنة، إذ يصل متوسط درجة الحرارة في عدن خلال أيام السنة بحدود (29) درجة. وتعرف عدن بأنها موطن ومقام للسفن، وكلمة عدن تعني أقام بالمكان فكلمة «عادن» تعني مقيم، ويقال «عدن البلد» أي توطن البلد، حيث وصفها الجغرافي ياقوت الحموي. وتمتاز مدينة عدن بموقع طبيعي جذاب للسياحة، ففيها سواحل عدة للتنزه، كما أنها تقع على فوهة بركان خمد من ملايين السنين على طرف شبه جزيرة.