ترتبط الصحة دائما بالتغذية، فالتغذية السليمة والمتوازنة والقائمة على أسس علمية، تكون نتيجتها صحة جيدة، وتجنب الأمراض. من هنا كانت أهمية اختصاصيات التغذية في المستشفيات والمراكز الصحية، اللاتي يقدمن للمرضى أحدث ما أنتجه البحث العلمي والدراسات العلاجية المتطورة من نصائح وتوجيهات من أجل صحة مثالية. ورغم هذه الأهمية الفائقة التي تضطلع بها اختصاصية التغذية التي لا تقل عن أي فرد في الكادر الطبي، إلا أن هناك معوقات ومصاعب تواجهها، في سبيل توفير صحة أفضل للجميع. عدد من اختصاصيات التغذية كشفن ل«عكاظ» عن أبرز المتاعب التي تواجههن أثناء رحلة العمل اليومية. حيث أشارت الأخصائية إيمان الأيوبي إلى أنه بالرغم من خبرتها الطويلة في هذا المجال والتي تصل إلى 15 سنة، عملت خلالها مع عدد من أبرز الأطباء والمراكز المتخصصة في التغذية العلاجية والحمية إلا أنها لازالت تعاني من مشكلة التنقلات والتغيير المستمر. كما أن الأخصائية تعاني من النظرة الدونية من بعض الأطباء -على حد قولها- حيث يتم التقليل من عملها رغم أهميته وبالمقابل تطالب الأخصائية بالعمل بنفس عدد ساعات الطبيب. وتتساءل الأيوبي لماذا تعمل الأخصائية في أوقات الليل وأيام العطل في حين أنه ليس لديها حالات طارئة تجبرها على التواجد مثل الطبيب المختص؟ وتؤكد أن دور الأخصائي لا يقل أهمية عن الطبيب فالطبيب يعالج بالدواء بينما الأخصائي يعالج بالغذاء. من جانبها، قالت أخصائية التغذية رويدا إدريس: «لا أواجه أي مشكلات لأني أملك مركزا خاصا ولكن لدي معرفة تامة بكل ما تعانيه زميلات المهنة، ومن العقبات التي تواجههن صعوبة الحصول على وظيفة تتناسب مع دراستهن التي عززت فيهن مدى أهمية دور أخصائية التغذية في المستشفيات، كما أن الأخصائيات عندما يمارسن المهنة على أرض الواقع يجدن أنفسهن مجرد أداة لتأدية تعليمات الأطباء دون إعطائهن المجال لتطبيق ما تعلمنه، وفي بعض المستشفيات تسند إليهن مهمة الإشراف على طعام المرضى وسؤالهن عن مدى رضاهم عن الطعام المقدم». وأضافت «العقبة الأكبر تتمثل في اختبارات الهيئة الصحية للتخصصات والتي تكون غير واقعية وغير واضحة في منهجية الأسئلة، وبالرغم من أن مهمتها شاقة وقد تكون أهم من الطبيب الذي تتوقف مهمته على التشخيص وإعطاء الدواء ومن ثم تحويل المريض لأخصائي التغذية، وفي الجانب الآخر يقوم أخصائي التغذية بمتابعة المريض وقد لا ينجح الدواء إذا لم يتبع المريض الحمية والإرشادات التي يقدمها له الأخصائي بل للأسف في بعض الأحيان يصاب المريض بالجلطات نتيجة تضارب بعض الأدوية مع بعض الأطعمة ومن هنا تبرز أهمية أخصائي التغذية». واستطردت رويدا إدريس «أقترح وجود أخصائيات التغذية في السجون وفي دور الإيواء وذوي الإعاقات المختلفة والأطفال والمسنين، كما أن 70% من الأخصائيات يتجهن إلى وظائف أخرى كخدمة العملاء لعدم وجود وظائف مناسبة وبرواتب مجزية، لذلك لا بد من استثمار هذه الثروة الوطنية ووضعها في أماكنها الصحيحة». من جهة أخرى، أوضحت العنود بودي أن من المتاعب التي تواجه الأخصائية عدم وعي المرضى بأهمية عملها وعدم التزامهم بالحمية التي تناسبهم، وللأسف بعض المراكز الخاصة التي تفتقر للمصداقية تستجيب لرغبات المرضى في نوعيات الحميات حتى لو كانت تؤثر على صحتهم ولا يتم إقناعهم بما يتناسب معهم، كما أن أغلب المرضى يرفضون الوجبات التي تقدم لهم أثناء التنويم وعوضا عنها يطلبون وجبات سريعة ولا يتقبلون أي حمية يقدمها لهم الطبيب حسب احتياجهم الصحي. وأضافت «بعض المستشفيات لا تنتقي الطباخين المتمرسين على الطعام الصحي ولا تبتكر بالوجبات الصحية التي تقنع المريض بتناولها حتى وإن كانت خالية من الملح والسكر ومنخفضة السعرات الحرارية. كما يشكل رفض المرضى لتناول المكملات الغذائية مسؤولية على عاتق الأخصائي لإقناع المريض بما يتناسب مع حالته الصحية.