أعلنت وزارة الصحة عن حاجتها لمختصين في التغذية، ومحاولتها تغطية النقص بالمستشفيات، واتفق الأطباء بمختلف تخصصاتهم ومختصو التغذية على أهميتها، إيماناً منهم أنَّ التوازن في الغذاء هو أحد أهم أسباب العلاج لغالبية أمراض الجسم. يقول استشاري أمراض السكري عبد الله الزهراني»التغذية عبارة عن حجر الأساس للوقاية من مرض السكر وأهم أسباب العلاج، بالإضافة إلى الحركة، فهما القاعدة الأساسية لعلاج أمراض السكر أو حتى القلب، ونلحظ حالياً وجود فريق طبي متكامل يضم مجموعة من اختصاصيي التغذية في المراكز المتقدمة، بالإضافة إلى مثقف طبي لا تقل أهميته عن الطبيب المختص، حيث يعتبر غياب أخصائي التغذية كغياب الطبيب، لأنهم عبارة عن حلقة مترابطة إذا انحل أحد منهم أثر ذلك على علاج المريض، إضافة إلى أنَّ بعض المرضى يكتفون بزيارة الطبيب المختص فقط دون مراجعة إخصائي تغذية، معتقدين أن بإمكان الطبيب القيام بكل مهام التخصصات الأخرى، وهذا أمر غير صحيح، فيحتاج الأطباء المختصون إلى الإلمام بالتغذية، لما لها من ارتباط وثيق لأي مرض كان، أو محاولة الوزارة زيادة عيادات التغذية». وتذكر استشاريَّة أمراض النساء والولادة الدكتورة هادية جميل» يشترط في علاج سكر الحمل التوازن في التغذية، ومراجعة اختصاصي في ذلك، فقد يغني هذا عند بعض الحالات عن إبر الإنسولين، إلا إننا وللأسف نعاني من نقص عيادات ومختصين في التغذية، فيحدثُ أن تعاني مريضة السكر أثناء حملها من السمنة، ولا بد في هذه الحالة مراجعتها لاختصاصي. ويشيراستشاري أمراض القلب الدكتور محمد عودة إلى أهمية تغطية النقص في عيادات التغذية على مستوى المملكة، لأن مريض القلب على سبيل المثال بحاجة لتثقيف بالحمية، على يد أخصائي يوضح له أهمية التوازن في التغذية، وأنها من مسببات العلاج. ونوهت اختصاصيَّة التغذية د.إيمان الأيوبي إلى الحاجة الماسَّة في وجود عيادات تغذية، وتقول» كثيرا ما سمعنا عن إعلان وزارة الصحة بوجود وظائف شاغرة لتخصصات التغذية، إلا إننا لا نجد شيئا فعلياً، وغالبا ما يحصل على هذه الوظائف أشخاص غير مؤهلين وبدون خبرات أو دراية كافية تساعد في تفادي مشاكل سوء التغذية وتعالجها»، وتضيف» النقص في عيادات التغذية دائم، ومما لا شك فيه أنَّ جميع الأمراض تعتمد على توازن الغذاء، وأنا كاختصاصية في التغذية أطالب بالنظر إلى هذا النقص بجدية، نظراً لوجود الكثير من خريجي التغذية على خبرات عالية ومؤهلات بلا وظائف». ومن جهته يقول مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة د.سامي با داوود:»أعلنت الوزارة عن حاجتها ل500 اختصاصي واختصاصية في التغذية، إيماناً بأهمية نمط التغذية العلاجية والحاجة الفعلية في توفير عيادات تغذية بالمستشفيات، لأنها أحد أسباب العلاج لأغلب الأمراض، خاصة وأنَّه تخصص جديد وعدد خريجي البكالوريس والماجستير قليل»، وأضاف»يوجد بأغلب مستشفيات جدة عيادات تغذية، لكنها غير كافية، فلا بد من توفير ثلاث عيادات في كل مستشفى على الأقل، مشيراً إلى وجود ست عيادات تغذية في مستشفى الملك فهد، ومستشفى الملك عبدالعزيز، ومستشفى الولادة والأطفال.