لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الهام الذي يقوم به مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة وما تنهض به لجنة المناصحة من مهمة تسعى من خلالها إلى تصحيح ما وقر في أذهان بعض ممن استدرجتهم الجماعات المتطرفة وأغرتهم بالانتماء إليها ورد من لم يسفك دما منهم إلى سواء السبيل، وهو جهد مشكور نجح في إصلاح ما نسبته 85% ممن خضعوا لبرنامج المناصحة، بناء على ما تحدث به الشيخ عبدالله السويلم عضو لجنة المناصحة لصحيفة الوطن، فيما انتكس 15% منهم فعادوا إلى مناطق الصراع أو بدت عليهم مظاهر التطرف. الشيخ السويلم أكد في حديثه على أن «الهداية من الله» وذلك أمر لا ريب فيه، مشيرا إلى أن انتكاسة هؤلاء الذين بلغت نسبتهم 15% أمر طبيعي، وهي نسبة طبيعية، كذلك لا يمكن لها أن تطعن أو تشكك في جدوى أي برنامج تعليمي أو توجيهي أو تدريبي لولا أن للمسألة هنا وجها آخر لا نشك أن المسؤولين في وزارة الداخلية والعاملين في مركز المناصحة قد أخذوه في الاعتبار، وذلك أنه إذا كان إجمالي من تخرجوا من برنامج المناصحة قد بلغ 3123 خريجا فإن نسبة 15% منهم تعني أن هناك 468 خريجا قد انتكسوا وباتوا يشكلون خطرا على الوطن والمجتمع يتمثل فيما قد يقومون به من أعمال إرهابية أو فيما ينجحون فيه من استدراج لغيرهم وضمهم لصفوف المتطرفين وإلحاقهم بالجماعات الإرهابية، وهذا يعني أن علينا أن لا ننظر إلى هذه النسبة في حد ذاتها ونعتبرها نسبة طبيعية وإنما ينبغي النظر إليها من حيث ما يمثله أولئك من خطر، فلو لم ينتكس من هؤلاء الذين تخرجوا من برنامج المناصحة إلا واحد لبات يشكل خطرا علينا أن نحسب له ألف حساب، وهو الأمر الذي ينبغي أن يتفهمه أولئك الذين يثقون بمن يدعون العودة إلى الصواب ممن تتم مناصحتهم، فلا يغتروا بما يظهرون، إضافة إلى المراقبة المشددة لهم والتي لا تحول دون قيامهم بما يهدد المجتمع بل تحول دون خروجهم إلى مواقع الصراع كما حدث من بعضهم والذين أشار السويلم إلى تمكنهم من الذهاب إلى مواقع الصراع.