وسط تكتم شديد، بدأت صحة جدة تنفيذ عمليات إخلاء لعدد من أقسام التنويم في مستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية بنقل المنومين من الأطفال ومرافقيهم وأقسام العناية المركزة إلى مستشفى شرق جدة. وشكلت الصحة فريق عمل من عدة جهات في المديرية نقل أمس (الإثنين) أربع حالات منومة، فيما يتوقع أن ينقل اليوم (الثلاثاء) نحو 20 منوما، وذلك عقب صدور تقارير تشدد على ضرورة استكمال النقل بشكل عاجل الذي سبق إلغاؤه في المرة الماضية. ووفق بعض المصادر يتوقع البدء في نقل أقسام الحضانات خلال الأسبوع القادم في الوقت الذي لا تزال بعض الأقسام تعمل بكامل طاقتها، مثل الطوارئ والعيادات الخارجية والأشعة والمختبر وباقي إدارات المستشفى الإدارية والفنية. وكانت صحة جدة أعلنت في وقت سابق (قبل شهرين) تراجعها عن وقف استقبال المرضى الجدد بالمستشفى. مؤكدة استمرار تقديم الخدمات الصحية في جميع الأقسام الحيوية وإخلاء فقط الأماكن التي قد تشكل خطورة بعد تسجيل ملاحظات على اشتراطات السلامة، إذ يتم العمل فيها على تطوير أنظمة السلامة والعمل الفوري لإعادة هذه الأماكن لوضعها التشغيلي بعد تلافي الملاحظات عليها وهي لا تؤثر بشكل كبير على المستفيدين من الخدمة بالمستشفى. ويتوقع أن يضاعف قرار نقل أقسام التنويم للأطفال معاناة أهالي جدة التي تعاني من أزمة حضانات الخدج منذ سنوات، الأمر الذي دفع الصحة للاعتماد على آلية التحويل إلى القطاع الخاص لإنقاذ الكثير من الخدج لعدم قدرة مستشفياتها على استيعاب الأعداد الكبيرة، خصوصا أن جدة يسكنها أكثر من خمسة ملايين شخص. ويأتي ذلك في وقت يستوعب مستشفى المساعدية 100 حضانة تشكل أكثر من 65% من الحضانات في جدة، فيما ظل التشغيل الجزئي وعلى استحياء لمستشفيي الشرق والشمال، فلا يستوعب الأول نصف عدد حضانات المساعدية، فيما يبلغ عدد الحضانات في مستشفى العزيزية للولادة والأطفال 30 حضانة ومثلها في مستشفى الملك عبدالعزيز وهما المستشفيان الحكوميان الوحيدان اللذان بهما حضانات حاليا. «مدني» جدة يرفض الترقيع ويصر: لا يصلح رفضت إدارة الدفاع المدني في جدة عمليات الصيانة والترقيع التي تعتزم صحة المحافظة إجراءها بمستشفى الولادة (المساعدية). مشددة على عدم صلاحية المبنى بالكامل وأنه آيل للسقوط وغير جاهز لاستقبال الحالات المرضية والتنويم. وسبق أن سجل الدفاع المدني ملاحظات على المبنى في عام 1432 (اطلعت عليها «عكاظ») تنبه لخطورة وضع المستشفى إنشائيا لعدم استيفائه شروط السلامة، وغياب نظام إطفاء آلي للحرائق ووجود أسقف مستعارة سريعة الاشتعال داخل العيادات والطوارئ والمكاتب الإدارية، إضافة إلى وجود تصدعات وشقوق في جسم المستشفى وذلك نتيجة لقدم المبنى الذي تجاوز عمره نصف قرن. محذرة من عدم قدرة آليات الطوارئ للدفاع المدني الدخول الى المستشفى لوجود مبان قديمة تحاصره ولا توجد مساحات كافية لعمليات الإنقاذ. وبين مدير السلامة العقيد طارق القرني أن الإشكالية التي رصدت قبل خمس سنوات صدرت التوجيهات حيالها بضرورة عمل اللازم حيال الموقع ودراسته دراسة متكاملة. واعتبر الإشكالية الحقيقية في المستشفى هي الإضافات لأنها لا تحقق الأمن والسلامة في الموقع، كما يضم المستشفى العديد من العيوب الإنشائية، إذ تضاربت التقارير الهندسية التي يؤكد بعضها سلامة المبنى فيما تنفي ذلك تقارير أخرى جاءت بعد تشكيلها في أعقاب الأمطار الأخيرة التي هطلت على جدة، التي بينت أن بعض الأعمدة بها شروخ طولية وعرضية، كما تم الكشف عن وجود ترخيم في بعض الأعمدة ويحتاج إلى تدخل فوري وتعديل، وكان ذلك من عام 1432 والمشكلة لا تزال قائمة. وشدد العقيد القرني على أنه تم طلب مخططات المستشفى «التي وصلتنا في شهر 11 من العام الماضي 1436 وتم تشكيل لجنة من المهندسين من الدفاع المدني لدراسة الوقاية من الحريق وعملنا على مدار شهرين في محاولة معالجة ما يمكن معالجته وبعد ثلاثة أشهر تواصلنا مع مكتب مختص لتقديم ما يمكن تقديمه من توصية للوقاية من الحريق، غير أنه لم يستطع ذلك نظرا لوضع المستشفى الحالي، فيما كانت هناك توصية واضحة بأنه لا يمكن تطبيق متطلبات السلامة على الموقع ويتعذر ذلك لوجود محاور رئيسية هي: عدم معرفته بالحالة الإنشائية، وجود مشاكل في الحالة الإنشائية ووجود إضافات كبيرة في المستشفى قد تؤدي إلى خطورة كبيرة».