استنجدت صحة القصيم بفريق عالي المستوى من وزارة الصحة لتقييم الوضع العام بعد تزايد انتشار فايروس كورونا في مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة بتسجيل خمس إصابات جديدة توفيت منها حالة. وترأس الفريق الطبي الدكتور عبدالله العسيري وكيل الوزارة للصحة الوقائية، الذي عقد اجتماعا عاجلا مع قيادات صحة القصيم لتقييم الوضع ورصد الإجراءات المتبعة والاحتياجات العاجلة للتصدي لانتشار الفايروس. وقال العسيري ل «عكاظ»: «إن الوضع لم يخرج عن السيطرة حتى يغلق تخصصي بريدة، حيث إن الحالات المسجلة لم تصل إلى تلك المرصودة في مناطق أخرى، وإغلاق المستشفى حاليا ضرره أكبر على المرضى». وأردف: «صحة القصيم طلبت إرسال فريق للتقصي، وهناك دعم سيصل من الرياض وحائل لاستكمال مكافحة العدوى، إذ بحثنا المتطلبات العاجلة في الحالات المسجلة أخيرا وبانتظار النتائج عن حالات المخالطين سواء من أسر المرضى أو من العاملين بالمستشفى المخالطين الذين لم تسجل حالاتهم». وأضاف: «نعاني في القصيم مثل بقية المناطق من نقص الكوادر البشرية المتخصصة والكفاءة في مكافحة العدوى، وهذا يعود إلى نقص التخصصات النادرة، إذ إنها مشكلة عالمية ونحتاج إلى حلول عاجلة لها، كما سيتم توفير أجهزة تنقية الهواء خلال 48 ساعة وبالكميات التي يحتاجها المستشفى، بجانب توفير الفحص المخبري رغم ندرة الكوادر البشرية المؤهلة للقيام بالفحص، إلا أن ذلك لا يمنع إيجاد مختبر يخدم المنطقة». وأثنى العسيري على جهود صحة القصيم من حيث تدخل فرق الاستجابة السريعة، وفرق مكافحة العدوى والتقييم الاستباقي. وقال عن تكرار اتهام الإبل بنقل العدوى والإجراءات حيال ذلك: «إذا وجدنا مصابا مخالطا للإبل يتم أخذ عينة منها عن طريق وزارة الزراعة، وإذا ثبتت إصابتها يتم عزلها لمدة أسبوعين ومن ثم تفحص مرة أخرى رغم مقاومة ملاك الإبل المصابة اعتقادا منهم أن ذلك سيضر أملاكهم، وهذا غير صحيح، إذ هدفنا عزل المصاب من الإبل عن السليم، وللعلم ما تم عزله وعلاجه كانت نتيجته بواقع 99 % سليما، حيث تخلصت الإبل من هذا الفايروس، ولاشك أن تعاون ملاكها مع «الصحة» و«الزراعة» يسهم في الحد من انتشار الفايروس». وكانت وزارة الصحة أصدرت بيانا أمس الأول (السبت) قالت فيه: «إنه تم خلال ال24 ساعة الماضية تشخيص ثلاث حالات من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) بمستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة»، إضافة إلى حالتين أخريين كانتا قد شخصتا في المستشفى نفسه خلال الثلاثة أيام الماضية، ونتيجة لذلك بادر مركز القيادة والتحكم برفع مستوى الاستعدادات لسلامة المرضى إلى أعلى مستوى، فيما يقوم فريق الاستجابة السريعة وفريق التقصي الوبائي باتخاذ كافة الإجراءات المعتمدة في مثل هذه الحالات للحد من انتقال الفايروس، والتأكد من تطبيق أعلى اشتراطات مكافحة العدوى في كل أقسام المستشفى. وشملت الإجراءات تحويل الحالات التي تحتاج تنويما إلى مستشفيات أخرى، وإحالة المرضى المجدولين ممن هم بحاجة ماسة للعلاج إلى منشآت طبية أخرى تتوافر فيها الخدمة المطلوبة لهم، وتمت إعادة جدولة من تسمح حالته إلى موعد آخر، وحدت من الزيارة لعموم المستشفى. ودعت المرضى إلى الالتزام بإجراءات الفرز التنفسي التي وضعتها المنشآت الصحية في مداخل أقسام الطوارئ، والتعاون مع العاملين في المستشفى بتطبيق كافة التعليمات التي تهدف إلى وقايتهم وحماية صحتهم. وأكدت الوزارة حرصها على توفير أعلى درجات الوقاية للمواطنين حول هذا المرض، داعية إلى اتباع التوجيهات التي سبقت التوعية عنها في تعزيز هذه الوقاية.