يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي في الفترة من 3-6/ 5/ 1436، في قاعة المؤتمرات الكبرى بمقر الرابطة في مكةالمكرمة وسيفتتح المؤتمر مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، نيابة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز. أوضح ذلك الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله التركي، الذي قال "إن الرابطة اختارت موضوع مكافحة الإرهاب استشعارا منها بالأحداث الدقيقة والحرجة التي يمر بها العالم حاليا من جراء الأعمال الإرهابية التي شوهت صورة الإسلام أمام الآخرين"، مؤكدا أن مواجهة الإرهاب ضرورة شرعية ومطلب إسلامي. وأوضح أن الجماعات الإرهابية والداعمين لها، ومن يكفر المجتمع، ويستبيح الدماء المعصومة هم جماعات ضالة لا تسير وفق الإسلام الصحيح، وتابع "إن على المجتمع الدولي مواجهة الجهات التي تدعم الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية، وتدعم الطائفية البغيضة، والحزبية المقيتة، وتحرض على إثارة الفتن والقلاقل في المجتمعات المسلمة، وعلى علماء الأمة ومفكريها التصدي لهذه التيارات ببيان الحق، والتحذير من الباطل ومروجيه". وأفاد التركي أن الرابطة وجهت الدعوة لكثير من العلماء والمفكرين، وأستاذة الجامعات ومسؤولي المراكز والجمعيات الإسلامية في العالم، للمشاركة في المؤتمر ومناقشة موضوعه، من خلال بحوث وأوراق عمل تعالج محاوره، إذ يناقش المحور الأول مفهوم وتعريف الإرهاب من خلال الرؤية الشرعية وفي المنظور الدولي واستخدام الدين مظلة للإرهاب، والمحور الثاني يشمل الأسباب الدينية للإرهاب ويتضمن الجهل بمقاصد الشريعة وأحكامها والتعصب المذهبي والتحزب الطائفي والخطأ في ضبط المفاهيم الشرعية، فيما يناقش المحور الثالث الأسباب الاجتماعية والاقتصادية، ويتضمن المشكلات الاجتماعية وضعف التشريعات والقوانين في التعامل مع المستجدات وضعف مؤسسات المجتمع المدني، والمحور الرابع يناقش الأسباب التربوية والثقافية والإعلامية ويتضمن ضعف المناهج التعليمية وضعف وسائل الإعلام في التوعية والتطرف العلماني والليبرالي. أما المحور الخامس، فيبحث الإرهاب والمصالح الإقليمية والعالمية، ويتضمن التحيز غير العادل في قضايا المسلمين وإثارة الطائفية والفتن بين أقطار العالم الإسلامي، واستغلال الإرهاب لمصالح إقليمية، وعالمية وطائفية، كما يناقش المحور السادس آثار الإرهاب ويتضمن تشويه صورة الإسلام والمسلمين في مناهج التعليم والإعلام، وكثرة الفتن والولوغ في الدماء المعصومة، وضعف الاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية. وأشار الدكتور التركي إلى أن انعقاد المؤتمر سيتخلله ورش عمل تناقش مواضيع تطبيق الشريعة والحكم الإسلامي والدولة في الرؤية الإسلامية المعاصرة، ومفهوم الجهاد في الشريعة الإسلامية، وأفضل الوسائل لعلاج الإرهاب وتجارب مكافحة الإرهاب ودور الإعلام في مواجهة الإرهاب. وسيركز المؤتمر على جهود المملكة في مكافحتها للإرهاب وما تعيشه من أمن واستقرار بفضل الله ثم بتحكيم الشريعة وتآزر شعبها مع قيادتها.